مع سبق الإصرار والترصد مصطلح في القانون الجنائي يدل على ارتكاب جرائم العمد وتبييت النية لدى الجاني بتنفيذ العنف في جريمته بالطريقة التي يرى أنها أنسب لعقاب المجني عليه، فالإصرار على ارتكاب الجريمة حالة ذهنية تسيطر على نفس الجاني لمباغتته المجني علية للغدر به وتنفيذ جريمه. الجريمة التي قامت بها نورة ضد صديقتها شوق بسكبها مادة الأسيد الحارقة على جسدها مما أدى إلى تشويه جسدها بالكامل جريمة متعمدة من الجانية نورة بدافع الانتقام مع سبق الإصرار والترصد من صديقتها ، وسائل الإعلام التي نشرت القضية وكانت حديث المجتمع تؤكد بأن الواقع الجنائي لم يدرجها كأول جريمة تقوم بها امرأة لو رجعنا للوراء قبل سنوات لتذكرنا جريمة فتاة الخميس التي تم العفو عنها بعد سجن دام ثماني سنوات عندما قتلت شاباً مع سبق الإصرار والترصد وقامت بتقطيع جثته ولفها في بطانية وإلقاتها في برميل نفايات وكانت وقتها مثار جدل في الصحف . في مقالي هذا لن أقوم بتحليل اختلاف دوافع الجريمة فلكل جريمة أسباب ودوافع محرضة على ارتكابها فهذه قضايا لها مختصوها في البحث والتحقيق الجنائي كما لها مختصون في الجوانب القانونية والشرعية في بناء الأحكام وإصدارها بما يتوافق مع كل قضية، ووجود المرأة في جرائم القتل العمد ولله الحمد لا يشكل ظاهرة جنائية في مجتمعنا ولكنها موجودة تحتاج منا إلى وقفة لتصحيح دوافع الانتقام بين النساء خاصة والعمل على رفع مستوى التثقيف الديني في العلاقات الإنسانية ونبذ الخلافات وتجاوز النزاعات التي تؤدي إلى الجريمة، وأعتقد من منطلق المسؤولية الاجتماعية للباحثين والمحاضرين المتخصصين تغير نمط المحاضرات التوعوية للنساء التي تقام مابين وقت وآخر وطرح جوانب فكرية عن التوعية الجنائية وفتح آفاق نحو الحوار الجاد الذي يخدم المرأة ويعمل على زيادة تنوع الثقافة الفكرية في التعايش مع قضايا المجتمع وخاصة في الجرائم المستحدثة الغريبة على بيئتنا الاجتماعية والتي بدأت تظهر مابين فترة وأخرى وتشكل العديد من علامات الاستفهام حول أسباب ظهورها، مكافحة الجريمة ليست مسؤولية الجهات الأمنية فقط إنما هي امتداد للمؤسسات الاجتماعية في تضافر الجهود لتحقيق وعي أفضل.