سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستوردو المواشي الأفريقية يناشدون وزير الزراعة حل معاناتهم مع "الجدري": رفض فسح عشرات الآلاف من المواشي وإعادة البواخر لمجرد اكتشاف إصابة رأس واحدة منها بالمرض
ناشد عدد من مستوردي المواشي الحية الأفريقية وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، بضرورة التدخل السريع لإنهاء مشكلتهم مع لجان الفحص البيطري التابعة لوزارة الزراعة في ميناء جدة لأنها ترفض بشكل قاطع فسح عشرات الآلاف من المواشي الحية التي ترد إلى الميناء لمجرد اكتشافها إصابة رأس واحدة منها بالمرض. وبرر المستوردون أسباب مناشدتهم للوزير إلى أن إصابة المواشي بمرض الجدري الذي يشكل السبب الأكبر وراء رفض الإرساليات خلال الأشهر الماضية هو خارج عن إرادتهم وليس لهم القدرة على مواجهته بأي شكل من الأشكال على اعتبار أن هذا المرض من الأمراض الموسمية التي عادة ما تصيب المواشي خلال موسم هطول الأمطار التي تشهدها دول أفريقية تحديدا خلال الربع الأول من بداية كل عام، فضلا عن تعرضها لفترة إجهاد خلال فترة الشحن أو أثناء سيرها في عرض البحر والتي تستمر لأكثر من أربعة أيام.وفي هذا الإطار يستعد المستوردون أنفسهم لمقابلة معالي وزير الزراعة خلال الأسبوع الجاري لعرض تفاصيل معاناتهم هذه عليه والسماع إلى توجيهاته لحل هذه المشكلة والتي تتبلور مع اللجان البيطرية التابعة للوزارة في إصرارها على عودة أي سفينة مهما كانت حمولتها إلى مصدرها عند اكتشاف إصابة إحدى المواشي بالجدري (حتى لو كانت رأس واحدة فقط) من بين عشرات الآلاف، وهو الأمر الذي أضر كثيرا بمصالحهم وكبدهم خسائر فادحة، ويطالبون بمساواتهم بما هو مطبق في دول الخليج الأخرى وبعض الدول العربية في هذا الشأن، حيث تقدم تلك البلدان تنازلات في هذا الأمر بشكل نسبي. وأوضح المستوردون أنهم تكبدوا خسائر مادية خلال الثلاثة الأشهر الماضية قدرت بالملايين نتيجة رفض المحجر الحيواني في ميناء جدة فسح عشرات الآلاف من المواشي السليمة بسبب اكتشاف حالات بسيطة مصابة بالمرض لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، مع أنه كان بالإمكان التخلص منها بالطرق الصحية الآمنة في المحاجر المخصصة لذلك محليا دون إجبار البواخر على العودة بحمولتها إلى بلد المصدر. ويرى المستوردون أنه يتم إدخال جميع الإرساليات القادمة إلى ميناء جدة ويسمح لها بتفريغ حمولتها في محجر الخمرة الواقع في جنوبجدة في حال تم اكتشاف أي إصابة للمواشي بالأمراض المختلفة ومنها الجدري، والتي تشكل في الغالب نسبة لا تذكر من أجمالي حجم حمولة الباخرة. واتفق المستورودن بقولهم: "إننا نتعاطى مع الاشتراطات التي تفرضها وزارة الزراعة بكل دقة وتقدير، لكننا نأمل أن يتم إعادة الدراسة في هذه القرارات، ونحن على ثقة أن الوزارة حريصة كل الحرص على حل جميع مشاكلنا وعدم تعطل مصالح مستوردي المواشي والمواطنين على حد سواء وتكبدهم لأي خسائر مادية، ونطمح بسرعة معالجة هذه المشكلة عملا بمبدأ لا ضرر ولا ضرار". واستشهد المستوردون بمواقف وزير الزراعة المشرفة دائما والدعم الكبير الذي يوليه لقطاع الثروة الحيوانية، حيث سبق وأن ساندهم وأنصفهم في معالجة الكثير من المشاكل التي تواجههم، وقد كان آخرها مساعدتهم في القضاء على مشكلة مماثلة كانت تشكل السبب الرئيسي وراء رفض الإرساليات خلال السنوات الماضية، وذلك في إشارة واضحة إلى أنهم يريدون تحديد نسبة معينة لعدد الحالات المصابة ب "الجدري" في كل إرسالية، بحيث انه في حالة تجاوز عدد الحالات هذه النسبة المحددة يتم إعادة الباخرة بحمولتها إلى البلد المصدر مباشرة. وأشار المستوردون إلى أن مناشدتهم لوزير الزراعة تأتي بعد أن ناقشوا هذا الأمر مع المسؤولين لدى الجهات المعنية في الدول المصدرة، وأفادوهم أن المواشي التي تخرج من محاجرهم الصحية هناك سليمة وتخضع للمراقبة الدائمة ولا تسمح بخروج أي ماشية مصابة بالأمراض سواء كان "الجدري" أو غيره، مؤكدين أن الأصابة تقع بعد فترة مغادرتها حدود البلد المصدر ووصولها ميناء البلد المستورد