كشف مصدر في قطاع المواشي ل «الحياة» أن عدداً من التجار ومستوردي المواشي في السعودية رفعوا خطاباً الى وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم يتظلمون فيه مما يتكبدونه من خسائر نتيجة إعادة 14 باخرة لمحملة بالمواشي من القرن الافريقي وعدم السماح لها بالدخول بحجة إصابتها ببعض الأمراض. وحمل التجار وزارة الزراعة المسؤولية عن ارتفاع أسعار المواشي في الفترة الحالية بعد أن منعت اكثر من 14 باخرة محملة بالمواشي من النزول والفسح لها بالدخول الشهر الماضي. واكدوا أن خسائرهم تتجاوز ال30 مليون خلال الشهر الماضي، اذ ان «غالبية هذه المواشي تنفق خلال عودتها مرة اخرى الى البلد الذي تم الاستيراد منه، وهو ما سيرفع اسعار المواشي الى ارقام فلكية مع قرب دخول شهر رمضان بسبب كثرة الطلب وقلة المعروض». وارجع عضو لجنة المواشي في غرفة جدة دخيل الرفاعي اسباب ارتفاع اسعار المواشي في الوقت الحالي الى عودة العديد من البواخر المحملة بالمواشي من ميناء جدة الاسلامي وعدم السماح بإنزلها من المختبرات والأطباء البيطريين لوزارة الزراعة. وقال إن «هناك تشدداً كبيراً جدا من جهة وزارة الزراعة حول المواشي الآتية عن طريق القرن الأفريقي وادعائهم ان جميعها مصابة ببعض الأمراض، مشيراً الى اعادة اكثر من 14 باخرة خلال الشهر الماضي فقط، تحتوي الباخرة الواحدة في بعض الاوقات على اكثر من 10 الاف رأس من الماشية، وهذا السبب المباشر في ارتفاع اسعار المواشي الكبير خلال هذه الفترة». واشار الرفاعي الى ان وزارة الزراعة اقامت العديد من المحاجر في بلدان القرن الافريقي التي تستورد منها الماشية، تعمل على اكمل وجه، لافتاً الى ان «جميع المواشي التي تخرج من هذه المحاجر سليمة من جميع الامراض»، موضحاً ان «هناك امراضاً تصيب بعض المواشي بعد خروجها من المحاجر في دول القرن الافريقي في طريقها الى السعودية وهي نسبة قليلة جداً غير مضرة او معدية لبقية المواشي، اذ يتم اصابة اثنين او ثلاثة من بين اكثر من ستة آلاف رأس»، مضيفاً انه عند فحصها من الاطباء البيطريين في ميناء جدة الاسلامي واكتشافهم للمواشي المصابة يتم منع جميع حمولة الباخرة من المواشي من النزول واعادتها الى البلد التي تم اسيرادها منها. واشار انه تم تقديم خطاب من تجار المواشي الى وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم والاجتماع معه، «واوضحنا له ما يلحقنا من اذى بسبب اعادة هذه البواخر وتكبدنا خساء تقدر بملايين الريالات، متمنياً ان يتم النظر في هذا الموضوع وان يكون هناك توازن. من جهته، أوضح نائب رئيس لجنة المواشي في غرفة تجارة جدة فهد السلمي أن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار المواشي هو عدم السماح لعدد كبير من البواخر المحملة بالمواشي بالنزول وإعطائها تصاريح خروج، إذ إن الطلب أكثر من العرض، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل مباشر. وأشار إلى أن هناك أخطاء من الأطباء البيطريين في وزارة الزراعة حول حمولات البواخر ومنعها من الخروج وتحديد الأمراض، لأن هناك أمراضاً معدية وأخرى لا تؤثر في جميع المواشي في حال إصابة واحدة منها، مطالباً الأطباء بأن «يكونوا أكثر دقة في تحديد الأمراض حتى تسير الأمور بشكل لا يؤثر في السوق أو التاجر أو المستهلك»، مشيراً إلى أنه «منذ موسم الحج الماضي ووزارة الزراعة تتشدد في فسح المواشي أو السماح بخروجها من الميناء». وأوضح أن هناك تناقضاً من مفتشي وأطباء وزارة الزراعة في السماح أو منع المواشي من الدخول، إذ تجد في بعض الأوقات أن هناك باخرتين تأتيان من الدولة نفسها ومن المحجر نفسه في تلك الدولة ويتم السماح لإحداهما بالدخول بينما يتم منع الأخرى، «إذ إن المفتشين والأطباء يختارون بحسب أهوائهم للمواشي التي يتم فحصها فهم يستطيعون أن يتلاعبوا في عملية الكشف على المواشي». وقدر خسائره خلال الشهر الماضي بأكثر من ثمانية ملايين ريال، إذ تم منع إحدى البواخر المحملة ب30 ألف رأس من النزول بسبب الاشتباه في إصابة ثلاثة رؤوس فقط من الماشية ما كبده ملايين الريالات. من جهته، اعتبر عضو لجنة المواشي في غرفة تجارة جدة حميد الجدعاني أن ارتفاع أسعار المواشي في هذه الفترة يعود إلى الطلب الكبير عليها، إضافة إلى قلة المعروض بسبب عودة عديد من البواخر المحملة برؤوس المواشي من ميناء جدة الإسلامي، وعدم السماح بفسحها وعودتها إلى مصدرها. وأوضح أن الفحص البيطري الموجود في القرن الأفريقي من خلال المحاجر حاصل على شهادات عالمية، مشيراً إلى أن إحدى البواخر التي تمت إعادتها بسبب الاشتباه في مرض الجدري لأحد الرؤوس كانت تحمل ثمانية آلاف رأس عند وصولها للسعودية وبعد منعها من الدخول وإعادتها إلى موطنها لم يبق منها سوى ألفي رأس فقط، بسبب نفوق البقية وهو ما يكبد التاجر خسائر مادية كبيرة جداً. وبحسب تقرير وزارة الزراعة حول إرساليات الحيوانات الحية الواردة إلى السعودية الأسبوع الماضي فإن عدد الأغنام التي تم فسحها بلغ 67905 رؤوس ، بينما بلغ عدد الأغنام التي تم رفضها 8303 رؤوس و 1212 من الجمال و288 من الأبقار، مرجعين أسباب الرفض إلى إصابة الأغنام والجمال بمرض الجدري، والأبقار بمرض الحمى القلاعية. وتعتبر السعودية أكبر مستورد للحيوانات الحية في العالم ممثلة في 4412896 من الأغنام، و76995 من الماعز و70015 من الجمال، 125584من الأبقار خلال عام 1430ه.