شدد خبراء في التوعية الصحية يمثلون عشرين قطاعاً محلياً وإقليمياً ، على وضع رؤية موحدة تتمثل في الحفاظ على حقوق المستهلك، من خلال رفع الوعي الصحي الاستهلاكي لدى الفرد، ورسم استراتيجية واضحة المعالم تهدف للحفاظ على حق المستهلك في القضايا الصحية من قبل الهيئات والوزارات والمنظمات وجمعيات المجتمع المدني. وأكدوا في الندوة السنوية السادسة للتوعية الصحية تحت شعار "الوعي الصحي في حماية المستهلك . . أين الطريق؟" والتي احتضنها تخصصي العيون بالرياض أمس على الدور الرقابي والتشريعي والتنفيذي والإرشادي بهذا الجانب، آخذين بعين الاعتبار كل من البعد الصحي والاقتصادي والإنساني. وقال الدكتور محمد الكنهل الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء" إن الوعي الصحي في حماية المستهلك يحتل مساحة واسعة من الاهتمام تعكس إلى حد كبير التحديات الراهنة التي تواجه مجتمعنا ، بفعل الانفتاح الاقتصادي الواسع ، والتدفق الإعلامي والمعلوماتي منقطع النظير". وشدد الكنهل عقب افتتاحه على ترسيخ مفهوم حقوق المستهلك بالقضايا الصحية على جميع الأصعدة والتي من أبرزها حقوق المستهلك في الجانب الغذائي والدوائي والمنشآت الصحية, مشيرا الى أهمية حقوق المستهلك ,موضحا الدور الذي تلعبه الهيئة العامة للغذاء والدواء لحماية المستهلك بما تحمله في رسالتها لضمان سلامة الغذاء، ومأمونية وفعاليّة الدواء، وسلامة وكفاءة الأجهزة والمستلزمات الطبية من خلال بناء جهاز رقابي فعّال. الى ذلك قالت رغدة رباح مديرة ادارة التوعية الصحية في تخصصي العيون وأضافت "في كل عام يضخ خادم الحرمين الشريفين في أوردة الحياة، حزمة من القرارات التحفيزية والإيضاحية لنهج البلاد، وفق المتغيرات الحياتية، وتظل الهاجس الأكبر لتعزيز الأبعاد الانسانية التي تصب في رفاهية المواطن، بل هي الرسالة الأكثر بلاغة لصناعة المستقبل، بإرادة واعية وبمقدرة عالية، بظل متغيرات هذا المجتمع الحيوي والمتحرك". وزادت "هناك علاقة وطيدة وجذرية بين حركة الفكر وحركة المجتمع، وكلما تقدمت الحركة الفكرية تقدمت بالمقابل حركة المجتمع، الذي يتجه وبرغبة قوية نحو التغير إلى ماهو حضاري، وبظل العولمة التي يشهدها العالم من انفتاح ، وثورة في المعلومات، ووجود وسائل الإعلام، التي كسرت الحواجز وتخطت كل الحدود، نجد أننا أمام تحول حضاري، يؤدي إلى تغير شامل في كل المفاهيم، والتي لا ينعزل عنها مجتمعنا الصغير، وعليه أصبح لزاماً علينا، وعلى كل المعنيين في مجال التوعية وتعزيز الصحة بمختلف القطاعات، الوقوف على قضية في غاية الأهمية، ألا وهي حماية المستفيد في القضايا الصحية". وقالت رباح "يعتبر مفهوم توعية المستهلك من المفاهيم الأساسية والحديثة التي أقرتّه المنظمات الدولية، وأصبحت تدرّس بمناهج التوعية الصحية والصحة العامة في جامعات العالم بالدول الغربية",موضحة أن الهدف الأساسي هو رفع مستوى الوعي الصحي الاستهلاكي، والمتمثل بمقدرة الفرد المبنيّة على المعرفة والحسّ بالمسؤولية، التي تجعله قادراً على الحكم الصحيح وعلى حسن الاختيار، لاستخدام واستقبال أفضل الموارد والخدمات الصحية المتاحة، والآمنة سواء كانت هذه الخدمات وقائية أو علاجية. وتساءلت مديرة ادارة التوعية الصحية في تخصصي العيون من يحمي حق المريض أو المراجع كمستفيد من الخدمات في المنشآت الصحية ؟ ومن يضمن حصوله على رعاية صحية آمنة، عادلة وغير مكلفة ؟ ومن هوالمسؤول عن حماية حق المستهلك في الحصول على الدواء والغذاء السليم، والحفاظ على حقه كمتلقي ؟ في ظل التضليل الإعلامي والغش التجاري. وشددت رباح على أهمية الدور الإعلامي بهذا الجانب عبر برامج التوعية والإرشاد الصحي للحد من الغش والتضليل، وتعزيز كل الوسائل والتشريعات القانونية والإجرائية للارتقاء بصحة المواطن، مبينة ان تأثير وسائل الاعلام على تكوين اتجاهات وسلوك ومعارف المتلقي، أصبح واضحاً وبيناً، وبذات الوقت يشكلّ موضوعا قابلا للجدل والاختلاف في الأسباب والدرجة والمعدل والعوامل المؤثرة الأخرى.