سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حمد بن جاسم: لقاء الملك عبدالله مع القذافي إيجابي والخلاف مع مصر سيحل على أسس سليمة أعلن قرار القادة العرب تخصيص مبالغ لسد العجز الغذائي في السودان والصومال وجزر القمر
أعلن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر الشقيقة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن القادة العرب قرروا تخصيص مبالغ لسد العجز الغذائي في السودان والصومال وجزر القمر. وقال «إنه تم تخصيص مبلغ 8 ملايين دولار شهريا لمدة سنة للسودان و3 ملايين دولار شهريا لمدة ستة أشهر للصومال شريطة تحقيق المصالحة ومليوني دولار شهريا لمدة سنة لجزر القمر». وأكد معاليه في المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء أمس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعد اختتام القمة العربية العادية الحادية والعشرين في الدوحة «إن ذلك يعبر عن التكاتف العربي الذي نأمل أن يتكرر ويزداد» مشيرا إلى إنه تم اتخاذ قرار ايضا بزيادة ميزانية جامعة الدول العربية. ووصف معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري اللقاء الذي تم أمس بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والعقيد معمر القذافي برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بأنه كان لقاء ايجابيا. وتوجه معالي الشيخ حمد بن جاسم بخالص الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لمبادرته بإطلاق المصالحة العربية في قمة الكويت الاقتصادية الأخيرة.. مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين رغب بهذه المبادرة في فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية العربية ودفن الخلافات بين الأشقاء العرب. وأوضح أن روح المسؤولية قد سادت اجتماعات قمة الدوحة التي تمخضت عنها قرارات ايجابية وتفاعل عربي عربي ايجابي مسؤول متمثلا بقرارات القادة العرب. وفي رد على سؤال في المؤتمر الصحفي حول الخلاف مع مصر أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري أن الخلاف مع مصر سيحل بالأسس السليمة التي ستزيد العلاقات العربية قوة. وحول المطالبة بفتح المعابر والحدود ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.. أوضح معاليه أن هذا شيء مؤسف وقال «مهم جدا أن نتحرك كعرب ليس في المجتمعات الدولية بل نقوم بعمل شيء عملي للإنقاذ». وأوضح أن المبالغ لمساعدة السكان في غزة رصدت ولكن المهم توصيل هذه المبالغ.. معتبراً أن التعنت الإسرائيلي لجعل فئة معينة من الناس أن تذعن لقراراتها لن يفيد.. وأضاف «لا اعتقد أن الفلسطينيين الذين صمدوا أيام الغزو والقتال سيذعنون لأي شروط بهذه الطريقة اللاإنسانية.. ولذلك نعم مطلوب تحرك عربي». وأكد معاليه أن دولة قطر تولى علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة أهمية كبرى وتحترم وتقدر الجميع ومن هذه الدول مصر الدولة العربية الكبرى التي نكن لها التقدير والاحترام. وقال معاليه قد تكون هناك خلافات في وجهات النظر وهذا يجب أن يحل بالأسلوب الأخوي ومن المهم أن تكون هناك في العالم العربي آراء وأفكار متعددة حتى نصل إلى الفكر الأصوب.. مضيفا يجب إلا نتمسك بآرائنا بل بمبادئ التعاون العربي والرأي العربي الصائب.. متمنيا أن تؤدى الأجواء الايجابية التي سادت القمة إلى مثل هذا الفكر. وعما إذا كان معاليه قد التقى بالدكتور مفيد شهاب رئيس وفد مصر للقمة رد معاليه بالإيجاب.. قال التقيت ورحبت به.. مضيفا في سياق متصل نحن بالنسبة لنا نعتبر الإعلام حرا ولا مشكلة عندنا مع الإعلام ولا نبني سياستنا في قطر على الإعلام بل نبنيها على علاقات مباشرة بكل صدق ولا نقيم الإعلام وسط العلاقة بيننا وبين أي دولة وهذا ينطبق أيضا على مصر. وعما إذا كانت الانقسامات العربية ستؤثر على القضايا المصيرية في المنطقة وخاصة على القضية الفلسطينية شدد معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري على ضرورة أن يتفق الفلسطينيون مع بعضهم.. مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن يجدي القيام بعمل شئ لهذه القضية وإسرائيل تستغل الخلاف الفلسطيني الفلسطيني. وأشار معاليه إلى أن الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني أسفر عن وجهتي نظر عربيتين كلاهما مجتهد بشأن الوصول إلى نتيجة ايجابية للقضية الفلسطينية.. لكنه أوضح أنه مثلما أن الخلاف الفلسطيني الفلسطيني يؤدي إلى عرقلة المسار السلمي فكذلك الخلاف العربي العربي حول كيفية معالجة الموقف يؤدي أيضا إلى مشاكل. ودعا معاليه في هذا السياق إلى ضرورة وجود موقف وعدم الاعتماد على التغييرات التي تطرأ في الحكومات الإسرائيلية .. وقال «عندما تأتي حكومة إسرائيلية ضعيفة نقول إنها لا تستطيع أن تمد يدها للسلام وعندما تأتي حكومة أخرى نصفها بحكومة الصقور ولا تؤمن بالسلام». كما أشار معاليه إلى عدد الوعود التي قدمت إلى العرب بشأن الإعلان عن قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية وتحديد ذلك بموعد ومن ثم يتم التراجع عن ذلك بحجة أن الظروف غير موائمة في إسرائيل دون الاهتمام بالفلسطينيين والعرب. وشدد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري على ضرورة أن يعرف الطرف الآخر أن الطرف المقابل جدي ولا يستطيع الانتظار طويلا.. لافتا إلى أن ذلك لا يعني ما يذكره الغير «بأننا جبهة صمود وتصدي» .. رافضا هذه المقولة في هذا الموضوع. وفي سؤال يطالب دولة قطر باحتضان مصالحة عراقية بين الأحزاب الطائفية قال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية «نرحب بأي وجهة نظر نستطيع أن نحقق فيها شيئا وهذا شيء يسرنا في قطر». وفي رده على سؤال أوضح معاليه أن قادة الدول العربية وقعوا اليوم وثيقة تتحدث عن كيفية التعامل مع الخلافات العربية.. مشيرا إلى أن كل رئيس دولة وقع هذه الوثيقة شخصيا وذلك في الاجتماع المغلق. ووصف معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني هذه الوثيقة بأنها مهمة وتكمل وثيقة العهد التي وُقعت في تونس. وقال معاليه إن قمة الدوحة خرجت اليوم بأشياء مادية وأخرى معنوية وأشياء سياسية.. مبينا أن الشق المادي موجه للدول التي تحتاج فعلا إلى مساعدة «وهذا واجب». وعن حضور الأمين العام للأمم المتحدة في القمة قال معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ضيف على هذه القمة. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري رداًً على سؤال انه لم يتفق مع أوصاف الاعتدال والممانعة ولم يقبلها لأنها آتية من ترجمات خارج الإطار العربي . وأوضح أن هذه الألفاظ «ملتبسة وهي من مرحلة التوترات العربية أما مرحلة المصالحات حالياً فتحتاج لتعبيرات أخرى حتى لا يضار العالم العربي كله». وعما إذا كانت القمم العربية تعقد للمصالحات أوضح أن هذه القمم ليست للمصالحات فقط والتي إن تحققت فهو أمر جيد مشيراً إلى وجود خطوات تتصل بباقي النزاعات العربية وانه لا يمكن للأمور أن تتحرك بسرعة أو النظر فيها دون انعقاد القمم . وأكد موسى أهمية التحدث في المرحلة المقبلة عن المصالحات بدلاً من إثارة الخلافات الماضية ، داعياً الجميع إلى مساعدة رئاسة القمة العربية للمضي قدماً في طريق المصالحات العربية . وتابع «نحن الآن في إطار مصالحة وفي إطار إعادة بناء» مشيراً إلى أن المسرح الفلسطيني متضرر من الصراع الفلسطيني الفلسطيني. وعما إذا كان لدى الجامعة العربية آليات لتحقيق المصالحة العربية، أوضح موسى أن هناك آليات تم اتخاذها في هذه القمة وبمقتضاها اجتمعت أطراف كانت مختلفة وتوصلت إلى توافق بينها . وبين أنه وقبل قدومه إلى الدوحة جرت اتصالات كثيرة بخصوص المصالحة العربية التي تعني آلياتها الأمين العام والوزراء والمسؤولين ، مؤكداَ أن هذه الآليات قائمة ويضاف إليها آليات فض النزاعات العربية واختصاصات مجلس السلم والأمن العربي كما أن البيان الصادر عن القمة يشير لهذه الآليات وهي موجودة في ميثاق الجامعة العربية . وأوضح عمرو موسى رداً على سؤال أنه لم يقل إن المبادرة العربية للسلام لها بعد زمني وأن أي جهود سلام يجب أن يكون لها إطار زمني مضيفاً «لن نستطيع الانتظار إلى أن ترضى إسرائيل فتبقى المبادرة موجودة سنوات لا معدودة». وأشار إلى الضرر البالغ الذي ألحقته الإدارة الأمريكية السابقة بالنسبة لعملية السلام ..مؤكداً أن العرب لا يقبلون بوعود أخرى لانتظار قيام دولة فلسطين ودخول عملية سلام دون تحديد بُعد زمني لها «ونسقط في نفس مطب التسعينات ولذلك لا بد من وقفة نهاية 2009». وتساءل موسى عن صعوبة تحقيق السلام في ظل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي لا تختلف عن سابقاتها وما إذا كانت الإدارة الأمريكيةالجديدة تستطيع أن تؤثر في الموقف لافتاً إلى أن عملية السلام في ذاتها وبعدها ومضمونها موضوع سلبي وهي رسالة وصلت إلى الأوروبيين والأمريكان. وأشار إلى المفاهيم الثلاثة لعملية المصالحة قائلاً : «تكلمنا عن المصالحة وعن التضامن في إطار قضية معينة بصرف النظر سواء كنا متصالحين أو غير متصالحين وعن أهمية إدارة الخلافات وهو موضوع مهم مثل التضامن العربي والمصالحة ولذلك إدارة الخلافات احد المواضيع المهمة الصادرة عن هذا الاجتماع . وأكد الأمين العام للجامعة العربية أن إدارة الخلافات مهمة حتى لا تكبر وتتضخم وتؤدي إلى الصدام والخلاف الكبير.