(مفاجأتان خرجت بهما القمة العربية الحادية والعشرون في الدوحة) الاولى تمثلت في قرار ليبيا استضافة القمة العربية المقبلة بدلا من العراق الذي فضل الاحتفاظ بحقه في استضافة القمة بعد عامين لاسباب وصفها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بانها لوجستية. اما المفاجأة الثانية فكانت المصالحة الليبية السعودية بين الزعيم الليبي معمر القذافي والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وذلك بعد غموض اكتنف مواقف الزعيم الليبي في الجلسة الافتتاحية عندما وجه انتقادا الى الملك السعودي واتهمه بانه "صنيعة امركا وحليفتها بريطانيا". لكن الزعيم الليبي اعلن ان الخلاف بينهما - الذي يعود الى قمة شرم الشيخ قبل ست سنوات- قد انتهى "وقال "اني حاضر لازورك وتزورني ". رفض قرار الجنائية الدولية : تلقى الرئيس السوداني عمر حسن البشير دعما عربيا واضحا عندما اكد اعلان قمة الدوحة رفض الدول الاعضاء " لقرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الدولية الجنائية" التي اصدرت مذكرة توقيف في حق البشير. وشدد اعلان الدوحة الصادر في ختام القمة على "التضامن مع السودان ودعمه في مواجهة كل ما يستهدف النيل من سيادته وامنه واستقراره ووحدة اراضيه". المصالحة السعودية الليبية لم تلغ السؤال عن مدى قدرتها على الاستمرار مع غيرها من المصالحات كتلك التي حصلت بين سوريا والسعودية خلال القمة العربية في الكويت قبل شهرين ولعل ذلك هو ما دفع القمة الى التأكيد على" تسوية الخلافات العربية بالحوار البناء". الخلاف المصري القطري: ولم يكن الخلاف المصري القطري بعيدا عن هذه الدائرة ولذا فان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني وصف مصر بانها دولة عربية كبرى لها التقدير والاحترام في قطر. وقال في مؤتمر صحافي بعيد اختتام اعمال القمة :" انه قد تكون هناك خلافات في وجهات النظر وهذه تأخذ وقتها وتحل بالاسلوب الاخوي الذي يجب ان تحل فيه". ودعم عمرو موسى امين عام الجامعة العربية هذا الموقف بقوله في المؤتمر الصحفي ذاته "ان القادة العرب وقعوا على وثيقة حول كيفية حل الخلافات العربية وان قمة الدوحة نجحت فى تصفية الأجواء وإغلاق صفحة الخلاف بين السعودية وليبيا". عملية السلام مع اسرائيل : وربط البيان الختامي للقمة تفعيل المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل بتحديد اطار زمنى لقيامها بالوفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام العادل والشامل الذي لن يتحقق كما اكد البيان" الا بانهاء الاحتلال الاسرائيلي والانسحاب من كافة الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما فيها الجولان السوري وجنوب لبنان". الوضع الفلسطيني : وشدد بيان القمة على ضرورة حل الخلافات بين الفلسطينيين والدعم الكامل للجهود العربية لإنهاء حالة الانقسام في الصف الوطني الفلسطيني ومطالبة جميع الفصائل الفلسطينية التجاوب مع هذه الجهود بما يكفل تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة". وطالب "بوقف الاعتداءات الإسرائيلية وتثبيت وقف إطلاق النار ورفع الحصار الجائر وفتح المعابر والتأكيد على تحميل إسرائيل المسؤولية القانونية والمادية عما ارتكبته من جرائم حرب وانتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومطالبة المجتمع الدولي بملاحقة المسؤولين عن تلك الجرائم وإحالتهم إلى المحاكم الدولية" وفقا لما جاء في نص البيان. مساعدات لافريقية : وتم الاعلان عن مساعدات لعدة دول افريقية بينها السودان الذي سيتلقى شهريا ثمانية ملايين دولار لمدة عام فيما تم الاتفاق على تخصيص مبلغ 3 ملايين دولار للصومال شهريا لمدة ستة أشهر شريطة المصالحة الى جانب الاتفاق على مليونى دولار شهريا لمدة سنة لجزر القمر.