حظي المؤتمر الدولي الأول للتعلم الالكتروني والتعليم عن بعد الذي اختتم أعماله في الرياض الأربعاء بحضور نسائي فوق العادة مما تسبب ببعض الفوضى حيث لم تكن أجهزة الترجمة كافية للعدد الذي اقترب من الألف سيدة في كل يوم كما غصت القاعات الفرعية بالسيدات اللواتي لم يجدن مقاعد فاضطر بعضهن إلى افتراش الأرض واعتبرت الأستاذة منال الدهش مديرة القسم النسائي بالمركز الوطني للتعلم الالكتروني والتعليم عن بعد والمشرفة على الجانب النسائي للمؤتمر أن هذا الحضور النسائي يدل بشكل قاطع على الاهتمام بالتعرف على التقنيات الحديثة للتعلم عن بعد خاصة في المجال الالكتروني وأضافت: نحن نبذل قصارى جهدنا لاستيعاب العدد الكبير من السيدات الذي فاق كل التوقعات حيث قامت قرابة السبعمائة سيدة بالتسجيل عبر الموقع الالكتروني للمؤتمر في حين ان عدد الحاضرات تجاوز هذا الرقم بكثير خاصة وان التسجيل والحضور كان مجانا والدعوة مفتوحة . ولم يتوقف التواجد النسائي في المؤتمر على الحضور النسائي الكثيف من كافة مناطق المملكة وإنما شاركت المرأة أيضا بأوراق عمل وجلسات نقاش وورش عمل أيضا ففي اليوم الأول قدمت الأستاذة غادة عبد الله العمودي ورقة عمل بعنوان البرمجيات الاجتماعية في منظومة التعلم المعتمد على الويب وفي نفس اليوم كان هناك ورقة عمل أخرى للباحثة صالحة الزهراني بعنوان تطوير أداة لاكتشاف السرقة في النص العربي ألقاها نيابة عنها أخوها محمد كما قدمت الدكتورة مريم عبد الرحمن الفالح ورقة أخرى بعنوان التربية التقنية والتعليم الالكتروني وقدمت كل من الدكتورة ساندرا ويلز من استراليا والدكتورة ماريا فيكتوريا من الفلبين ورقتين أخريين فيما عقدت الدكتورة هند الخليفة حلقة نقاش نسائية على هامش فعاليات اليوم الأول ، أما في اليوم الثاني فكانت أوراق العمل النسائية المقدمة من نصيب الدكتورة هند سليمان الخليفة وعنوان ورقتها «من المدونات إلى نظام إدارة التعلم الالكتروني جسور دراسة مقارنة والدكتورة سارة إبراهيم العريني التي قدمت نموذجا مقترحا للتعليم عن بعد في المملكة العربية السعودية في ضوء تجربة الجامعة البريطانية المفتوحة والجامعة الماليزية المفتوحة والجامعة العربية المفتوحة . والتقت «الرياض» الأستاذة غادة العمودي صاحبة ورقة البرمجيات الاجتماعية في منظومة التعلم المعتمد على الويب وهي حاصلة على الماجستير في التعليم الالكتروني ومحاضرة ولها مشاركات دولية في المؤتمرات الخاصة بالتعلم الالكتروني عن بعد وقد فرقت الأستاذة غادة بين التعلم عن بعد والتعلم الالكتروني مفيدة بان التعلم عن بعد كان مطبقا منذ زمان بعيد في كافة الدول العربية حيث كان هناك التعلم بالمراسلة والانتساب والدوائر التلفازية المغلقة لكن التعلم الالكتروني الحديث أصبح يشكل قفزة كبيرة في مجال العلم والتعليم إذ سيتاح لكل راغب علم أن يحصل عليه معتمدا وموثوقا به وهوجالس على جهاز الحاسوب في بيته من أي مكان في العالم كما أن هذه الطريقة آخذه في التطور بحيث دخل فيها عنصر المشاركة والتفاعل البناء بين المعلم والمتعلم عبر الوسائط الحديثة للصوت والصورة والنصوص . من ضيوف المؤتمر التقت «الرياض» كذلك الدكتورة فاطمة سالم باجابر الأستاذة بجامعة أم القرى والتي قالت انها جاءت للمؤتمر للاستفادة من التكنولوجيا والتعرف على أبجديات التعلم عن بعد وقالت انها تريد أن تبقي معلوماتها محدثة أولا بأول كما أن هذا المجال مفتوح لعمل مزيد من الدراسات حوله وإرشاد الطالبات لنوعيته وكيفية الاستفادة منه ، من جانبها عبرت الأستاذة الدكتورة أمال حمزة المرزوقي من جامعة أم القرى عن نظرتها المتفائلة لهذه القفزة الجدية في تعاطي العلم والتعليم وقالت أتمنى أن يتم وضعه في إطار إسلامي وقد أعجبتني فكرة التعلم عبر الهاتف الجوال التي قدمتها اليابان في هذا المؤتمر وأتمنى تطبيقها عندنا شرط أن توضع الضوابط لعدم استخدام هذه التقنية بشكل سيئ وتعويد الطلاب عليها تحت الإشراف حتى ينضجوا ويتمكنوا من التعامل معها بوعي دون إشراف . ومن جامعة الملك سعود أخبرتنا المعيدة مها الحربي أنها مع التعليم عن بعد شرط ألا تفقد العلاقة بين الطالب والمعلم تواصلها ، وأما المحاضرة سميرة سالم من جامعة أم القرى فقد قدمت من مكة لتحضر المؤتمر لأهمية هذا الموضوع ومناسبته للعصر الحالي وقالت إنها تعرفت على مدى مرونة هذه التقنية وإمكانياتها الواسعة في تقديم العلوم المختلفة بطرق عصرية تتخطى كل العقبات وتناسب كل الظروف . المدربة حصة محمد الصالح كان لها دور هام في المؤتمر إذ تولت مع أخريات بث حلقات النقاش داخل المؤتمر إلى العالم الخارجي عبر موقعي twitter وcover it live وذلك من خلال كتابة وقائع جلسة المناقشة والتفاعل مع حضور الوقائع عبر الشبكة في المملكة وخارجها . وأخيرا التقت الرياض في المعرض النسائي المصاحب للمؤتمر إحدى طالبات جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن والتي كانت تعرض فكرة مشروع تخرجها «مركز تعليمي من خلال الهاتف النقال» AEMMC وهومشروع تفاعلي بين المدرس والطلاب يمكنهم من التواصل في أي زمان ومكان بدون التقيد بوسائل الاتصال المعهودة وإنما فقط بشريحة جوال وهومشروع متكامل ويحتاج إلى دعم من قبل الجامعات وشركات الاتصالات .