طالب أكاديميون ومختصون وزارات التعليم العالي في العالم العربي، بإعادة النظر في نظام التعليم الحالي في ظل الديناميكية المتسارعة للثورة الإلكترونية الهائلة، التي ستشكلها الجامعات الإلكترونية عن بعد، في الوقت الذي أكد فيه آخرون أن الأخيرة ستكون مكملة لنظيراتها التقليدية، وأنه لن تستطيع أي منها إزالة الأخرى، مشددين على ضرورة استفادة كل جهة من تجربة الأخرى. وقال المشرف على مركز التعلم الإلكتروني في جامعة الملك خالد الدكتور عبدالله الوليدي خلال جلسات المؤتمر الدولي الثاني للتعلم والتعليم المنعقدة أعماله لليوم الثاني على التوالي في مدينة الرياض، إن النظام التعليمي الحالي لا بد أن يبنى على أسس جديدة تتناسب مع العصر، لأن الكثير من الطلاب والطالبات أصبحوا يذهبون إلى مقاعد الجامعة بحثاً عن الوظيفة، مطالباً في ورقة عمل قدمها بعنوان «تعلم فريد لنظام جديد» بأن تتغير تلك النظرة، وأن يصبحوا فاعلين ومنتجين في المجتمع، مشيراً إلى ضرورة إعادة النظر في التخصصات والمناهج المقدمة في الجامعات، «لا بد أن تكون مشاريع يقدمها الطالب أثناء فترة دراسته بدلاً عن التلقين المتعارف عليه، حتى نصنع بيئة تعليمية حضارية تعتمد على التقنية، وتضيف قيمة كبيرة لدينا»، مشدداً على أنه إذا لم يتم تغيير النظام التعليمي الموجود، فإنه سيفقد صدقيته أمام المهتمين بهذا الشأن، «لن يحتاجوا إلى النظام القديم، وسيتم تجاهله والانتقال إلى نظام يتماشى مع عصرهم». في المقابل، أوضح الأستاذ المساعد في الإدارة التربوية في جامعة جازان الدكتور ياسر المهدي خلال ورقة عمل بعنوان «أسس الجودة في التعليم الإلكتروني»، أن الجودة في التعليم غدت مطلباً لا غنى عنه ولا مفر منه لجميع المؤسسات التعليمية أياً كانت طبيعة ومدى توظيفها للتعليم الإلكتروني داخلها، لافتاً إلى أن جودة التعليم والتعلم الإلكتروني بصفة خاصة تتضمن القدرة على تقديم خدمة تعليمية بمستوى عال من النوعية المطابقة للمواصفات المميزة، وذلك من خلال حسن استغلال الموارد المتاحة للوفاء بحاجات ورغبات عملاء المؤسسة التعليمية بالشكل الذي يتفق مع توقعاتهم، ويحقق الرضا والطموح لديهم من التعلم الإلكتروني، مشيراً إلى أن جودة التعليم الإلكتروني ينبغي أن تركز في الأساس على التعلم وليس على البرمجيات والأدوات، «فما هذه البرمجيات والأدوات إلا وسائل لتحقيق التعلم الفعال، ومن ثم من الضروري مراعاة استناد هذه البرمجيات والأدوات إلى مبادئ ومعايير علمية سليمة في علم التربية، باعتبار ان التعليم والتعلم هو الغاية من كل الأنظمة التعليمية والوسائل التعليمية المستخدمة». من جهتها، طالبت الباحثة والمعلمة في إدارة تعليم البنات في مكةالمكرمة حنان الغامدي بتبني النظرية الاتصالية للتعلم كنظرية أساسية للتعليم الإلكتروني، خصوصاً في الجامعات ومؤسسات التعلم على مدى الحياة، إضافة إلى متابعة مدونات المبتكرين من متخصصي تكنولوجيا التعليم، بهدف البحث عن المزيد من الأفكار التربوية المفيدة، ونشر ومشاركة المصادر والخبرات التربوية، «من خلال خدمات الويب 2.0 مثل المدونات والويكي، ومواقع مشاركة الوسائط وخدمات المفضلات الاجتماعية».