قال: يا أعذب من الشعر.. يا أشهى من القصيدة..! قلت: آه يا شعر يا قلبَ الحياة الأبيض المثقوب من كل الجهاتْ يا شعر كم أشقيتنا وشقيت من صخب الغواة غذاؤنا الحسرات نمضغها ونلقفُ جمرة المعنى ونحلم أن سنشعل من لظاها النور نحلمُ ثم نحلم ثم تتكئ الحروف على الحروف وتهجعُ الأحلامُ يحتفلُ الغبار برقصة الكلماتْ ٭٭٭ ما الشعرُ يا هذا وماذا نرتجي من هذه الخطرات والوسواس تلهو بنا الكلمات في سكراتنا وتسومنا سوءَ الأسى والياس ألأنه.. قنديلنا في عتمة الحزن الرجيم حريقنا ورحيقنا دربُ الغوايات الطهور خطيئة الطهر المبين جريرة الروح النقية قبلة الغيم الشهية خشية الله وهُدأة مطمئن في ارتعاشات البكور ودمعة التقوى الحبيسة في شهيق المخبتين يا بحة الحزن، حنينُ الغرباء ورعشة الكلمات في ثغر اللقاء ولهفة الشوق المخبأ في عيون العاشقينْ ياااااا شعرَ أنت رشاؤنا ندليه في عمق الوجود لنستقي رمقَ الحياة إلى ضفاف النور تحملنا كفوف الحلم تزرعنا عرائش ياسمين فتنبت الألحان بهجتها تهيئها ظلالاً، وطناً للتائهين وأنا بدونك زهرة منهكة صخباً وتيها خيبة غرثى تمد أصابع الأحلام مجدافاً تخوض غمارك الموشوم بالأسرار والأخطار والآمال والأهوال ترجو غيتك المخبوء في سحب الخيال فغض طرفك عن حفاة ظامئين على سفوح الدان والدانات يبتهلون للحرف الشجي: (أيا.. يا شعر عذراً.. على وجل قد أتيناك: سراً وجهراً أتيناك جوعى فذقناك تمراً أتيناك ظمأى شربناك سحراً هززنا القوافي فساقطت بوحاً عقدناه تعويذة للحياري وللعاشقين وللمتعبين وللحالمين بدفء الحياة وتسبيحة للغواة الذين يهيمون في عرصات القوافي يرجون وحيك بعض المواويل شيئاً من السحر يمنحهم لغة الخالدين..! ٭ عضو اللجنة الثقافية بنادي المدينةالمنورة الأدبي