في العاصمة الرياض، اختتمت أعمال اجتماع الطاولة المستديرة، الذي جمع 20 وزيرًا معنيًا بشؤون تنمية القدرات البشرية من مختلف دول العالم، في جلسة مغلقة حافلة بالحوار البنّاء والنقاشات العميقة. جاء الاجتماع ضمن فعاليات النسخة الثانية من مؤتمر مبادرة القدرات البشرية، بتنظيم من برنامج تنمية القدرات البشرية- أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030- واستضافه مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، ورئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية، تحت شعار:" ما بعد الاستعداد للمستقبل." انعقد الاجتماع الوزاري تحت عنوان:" إتاحة مهارات الذكاء الاصطناعي للجميع: تعزيز الوصول المتكافئ لقدرات المستقبل"، وشهد مشاركة نخبة من الخبراء العالميين في مجالات التعليم والتقنية، إلى جانب ممثلين عن منظمات محلية ودولية بارزة، من بينها هيئة تقويم التعليم والتدريب، الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، والبنك الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). تركزت النقاشات حول أهمية المهارات الرقمية؛ كمحرك رئيس لتنمية القدرات البشرية، وضرورة تمكين الأفراد والمؤسسات من التفاعل بفعالية مع التحولات الاقتصادية والرقمية المتسارعة. كما ناقش الوزراء سبل تطوير إستراتيجيات وطنية تواكب هذه التحولات، من خلال تعزيز التعليم الرقمي ودمج مهارات الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية. وشدد المشاركون على أهمية التعاون الدولي؛ لإيجاد حلول قابلة للتوسع، تضمن العدالة في الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي وبرامج التدريب الرقمي، وتبادل أفضل التجارب والممارسات على المستوى العالمي. وفي ختام الاجتماع، اتفق الوزراء على إصدار بيان ختامي مشترك يلخص أبرز الرؤى والتوصيات، بما في ذلك الدعوة إلى دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية الوطنية، ودعم المبادرات التي تتيح فرص التعلم المستمر في هذا المجال، بما يهيئ الأفراد لمواكبة التقدم التقني المتسارع. كما أكد البيان أهمية استمرار التعاون الدولي وتبادل الموارد والخبرات؛ لتوسيع نطاق الوصول العادل والشامل إلى تقنيات ومهارات الذكاء الاصطناعي حول العالم. يأتي هذا اللقاء الوزاري امتدادًا لجهود المملكة ضمن رؤيتها الطموحة 2030؛ لتعزيز موقعها الريادي عالميًا في تنمية القدرات البشرية، وترسيخ دورها كقوة مؤثرة دوليًا تقود المبادرات التنموية، وتوفر منصة دولية فعالة لتبادل المعارف، واستعراض الحلول المبتكرة التي تُمكّن الأفراد والمؤسسات من التكيف مع التحول الرقمي، وتعزز التنافسية على المستويين الوطني والعالمي.