تُعنى وسائل الإعلام باستطلاعات رأي الجماهير في تحديد اتجاهاتها وميولها، فالإعلام كما يعرفه رواده هو التعبير الموضوعي للجماهير الصامتة ولسان رغباتها الناطق والمكشوف، وحين نتطرق للتعبير الإعلامي الموضوعي فإنا نقصد الموضوعية التي يفترض أن تكون أول هموم الإعلامي وأنبل مقاصده. من القضايا التي تثار حالياً بطرح واسع "السينما في السعودية".. ومن أبرز ما يتصل بها ما حدث هذه الأيام من رفض لإقامة العرض السينمائي في جازان والطائف، في الجهة المقابلة انتشرت في بعض وسائل الإعلام دراسة تقول إن 90% من المجتمع السعودي مؤيد للسينما، مما يثير التساؤل: إذا كانت النسبة المؤيدة كذلك فلماذا عورض الفيلم في مدينتين من السعودية؟ مثل هذه النسبة غريب أن تصدر كنتيجة لقياس رأي عام في البلاد دون أن توضح نوعية الفئة المستهدفة في الإحصائية لاسيما والقائمة على هذه الدراسة مؤسسة "تجارية" معنية بالأفلام ومهتمة بها وهذه أولى الدلائل على تأثر النتائج بالمؤسسة التي تقود قياس الرأي العام. لا يمكن لمثل هذه الدراسات بنتائجها أن تقود مجتمعاً ناهضاً؛ سواء حين تشير بوجود أعداد ضخمة من المجتمع السعودي ترفض السينما، أو حين تؤكد وجود أعداد مماثلة تقبلها. كل هذه الإحصاءات إذا خرجت من مؤسسات غير مستقلة أو غير موضوعية فستؤدي إلى مزيد من الاحتقان في ساحة الأحداث، والاحتقان ليس من صالح أي جهة. إن نسبة المؤيدين للسينما لا يمكن أن تقاس بمثل هذه الإحصاءات – غير العلمية - والمؤدية إلى مجتمع "مُستفز" و"حاد" غير متعايش مع الآراء المتباينة.