جاء فى هذه الجريدة عدد يوم الاثنين الماضى ، الصفحة الأخيرة أن الحكومة الأوكرانية أوقفت افتتاح ناد ليلي يحمل اسم «مكة»، وأجلته الى حين تغيير اسم النادي، جاء ذلك بعد مداولات كثيرة بين الجهات المسؤولة الأوكرانية والإدارة الدينية، حتى استجابت الأولى لمطالب الادارة الدينية لمسلمي أوكرانيا وممثلين عن عدة جاليات عربية وإسلامية ومؤسسات دينية واجتماعية وسفارات عاملة في أوكرانيا. تتحرك الهيئات الدينية الإسلامية الفاعلة فى الغرب قاطبة اذا عزم أحد المستثمرين على افتتاح ملهى يحمل اسم «مكة» ، وهذا شعور جيد وحرص على الأسماء التى تخص الديانة الإسلامية . ولن أحاول أن أجد تبريرا لظهور أسماء وإعلانات كهذه . لكن مدخلا هجائيا قد يكون وراء طرحى هذا . ففى أغلب المراجع الأجنبية جاء اسم مكةالمكرمة هكذا : Mecca ولا يوجد فيها الحرف الأخير ( h) . وهذا ليس اسمها زادها الله شرفا ، أى ليست ( ميكّا ) كما ينطقها غير العرب . وفى العقدين الأخيرين اختارت المجمعات الإسلامية أن تكتبها بكل الأدبيات بهجاء ( Makkah) . وكذا الخرائط وأدلة الحج والعمرة التى تُطبع فى البلدان الإسلامية ، حتى أصبحت لا تُعرف إلاّ بهذه التهجئة . ثم إن كلمة ( Mecca ) لا تعنى فقط المكان الجغرافى الذى يُمثّل قبلة المسلمين ، بل إن لها معنى آخر فى الإنجليزية وهى ( أى الكلمة ) تعنى " المكان المقصود " أو الجاذب للسياح – مثلا – أو الوجهة المرتادة كثيرا . فنقرأ بالإنجليزية مثلا : والمنطقة الفلانية مكة الزائرين ، أى وجهة ( توريست ميكا ) . وفى وسط لندن ساحة كبيرة اسمها ( ليستر سكوير ) تضم مبنى كبيرا أطلقوا عليه ( ميككا دانس ) أى : مرقص ميككا . وتقام فيه الحفلات ويضم دارا للسينما ومطاعم . وأذكر أن المسلمين الذين يحملون الجنسية البريطانية طالبوا المجلس البلدى بالتدخل لتغيير الاسم ، لكن الاسم قد شاع واشتهر وصعُب على أصحابه الاستجابة خصوصا أنهم قالوا إن الإسم لا يعني البلد ، بل هو صفة تعنى " الجذب " وإن تغيير الاسم سيكلف الإدارة شهرة المحل .