قام أصحاب مرقص ليلي الأسبوع الجاري في مدينة مورسية بأسبانيا وتحديدا في بلدة (أغيلاس)، بإعادة افتتاح المرقص، واختاروا له اسما جديدا هو (مكة)، ليثير الاسم جدلا دينيا كبيرا بين المسلمين والمسيحيين في أسبانيا، وموجة غضب عارمة في صفوف المسلمين، عبروا من خلالها عن استياءهم ورفضهم، إذ كيف يسمح بتسمية هذا المرقص باسم أطهر بقعة مقدسة على الأرض وقبلة للمسلمين. وتم تصميم المرقص الاسباني على شكل مسجد تتوسطه قبة وصومعة، واستغرقت عملية إعادة بنائه وصيانته زهاء 10 سنوات، ويشتمل على أقواس داخله ذات شكل هندسي عربي. وأوضحت صحيفة المساء المصرية اليومية، الخميس 2 سبتمبر 2010، التي أوردت الخبر أنها حصلت على نسخة من شريط مصور لهذا المرقص. وأشارت تقارير إخبارية إلى أن عاملا مغربيا رفض الاستمرار في العمل في المرقص بسبب تسمية باسم (مكة)، وذلك جراء إعادة فتحه في 18 يونيو 2010، بعد أعمال صيانة استمرت 10 سنوات. هذا وقد أجمعت استطلاعات رأي المسلمين حول رفض هذه التسمية، وقال في هذا الاتجاه رئيس الفيدرالية الاسبانية للجمعيات الإسلامية "فيري" محمد علي أن "اسم مكةالمكرمة مقدس بالنسبة للمسلمين لأنها تمثل قبلة كافة المسلمين في العالم، وفيها نزل القرآن الكريم على رسولنا صلى الله عليه وسلم، لذا فإطلاق اسم مكة على أحد المراقص يعتبر أمرا غريا حقا ويشكل عدم احترام تجاه الإسلام والمسلمين". وأضاف أنه "فيما يتعلق برفض العمل من قبل العامل المغربي فهذا أمر يعود له ولواقعه وحاجته للعمل في أماكن بيع الكحول وهل من طريق آخر متوافر غير هذا". من جهة أخرى، قال المحامي والعضو المؤسس للجنة التحكيم الإسلامي والممارسات الجيدة انطونيو غارثيا بيتيتي، "أنه يطلق عادة اسم مكة على إعلان تجاري للدعوة لشيء كبير أو كعمل أدبي بالإشارة إلى "مكة السينما" في هوليوود و"مكة الجاز" الخ، بحيث توحي بمعنى آخر يربط بحدث معين. أما في حالة إطلاق اسم "مكة" على أحد المراقص وعلى الرغم من عدم فهمنا لذلك بالإساءة فإننا نعتبر ذلك غير مناسب وغير موفق إطلاقا". وأضاف أن "المرقص هو للتمتع الدنيوي، كما أن التسمية التجارية لمكة تعتبر غير موفقة وغير مواتية لان نشاطاتها تناقض المبادئ المتعلقة بتناول الخمر وسلوكات اجتماعية أخرى يرفضها الإسلام" وقال غارثيا عن العامل الذي رفض العمل في المرقص المذكور: "هذا الرجل فعل ذلك حسب مبادئه التي يمليها عليه ضميره ونشاطره الرأي بذلك". ويبدو أن المحاولات المتعددة والمتكررة لاستفزاز المسلمين من طرف الغرب والنيل منهم عبر مختلف الإشكال الاستفزازية لن ينتهي، فبعد الرسوم الكاريكاتيرية التي مست الحبيب المصطفى وجسدته وما صاحبها من غضب عارم إزاء هذا التصرف الدنيء وكذلك الأعمال التي طالت مساجد فرنسا وقبور المسلمين والانتهاكات العنصرية التي مستها هاهي اسبانيا تقدم هي الأخرى على استمرار مسلسل المس بالمقدسات الإسلامية.