تختلف السيدات بمدى وعيهن لدور وأهداف هيئة حقوق الإنسان بالمملكة، فالبعض منهن لايعلمن ولو القليل عنها!! ومنهم من يدركن أهمية الهيئة وسط زخم من التساؤلات والأماني لهذه الجهة، وفئة أخرى تجد أن الهيئة تمثل لهن الحماية المبهمة القوانين والعقوبات الصريحة!! فماهو السبب وراء قلة وعي السيدات بالمجتمع بهذه الجهة الحكومية؟؟ ومالخطط التي تسعى لها الهيئة خلال الفتره الحالية لزيادة الوعي!؟ «الرياض» حاولت معرفة مفهوم السيدات بهيئة حقوق الإنسان على اختلاف الفئات العمرية والتعليمية لكل منهن. أم عبدالرحمن سيدة أربعينية، ربة منزل من سكان الدمام، لاتعلم أي معلومة عن هيئة حقوق الإنسان، فهي لاتعلم سوى مسماها فقط!، تجهل أهدافها ودورها متمنية أن تعرف عنها من خلال الحملات التثقيفية أو المحاضرات التوعوية ليتم تعزيز مفهوم الهيئة بالنسبة لها بشكل واضح وصريح. المعلمة منى محمد الشافعي لم تكن تعلم عن دور الهيئة وأهدافها بشكل موسع إلا قبل أربعة أشهر فقط؛ تعرفت على تطلعات هذه الجهة بشكل أكبر وأقرب للواقع تخبرنا: «أقامت هيئة حقوق الإنسان بفرع الدمام ندوة وحضرتها منذ فترة، شعرت بسعادة وارتياح بعد حضوري لأني تعرفت على هذه الجهة عن قرب وعن أهدافها ومدى أهمية وجودها بين أفراد المجتمع» متمنية تكثيف مثل هذه الفعاليات والبرامج ومشيرة إلى أهمية إيجاد فروع للهيئة بمناطق المملكة جميعها لاسيما وأنها ترى أن سكان القرى والمحافظات يتعرضون للكثير من المشاكل التي تتطلب حلاً من قبل جهة معنية كوجود فروع للهيئة بها .. بينما الفتاة وفاء يوسف جامعية تبين لنا أن علمها بهذه الجهة محصور بأنها جهة تراعي حقوق الإنسان، ولاتقبل أي أهانة أو ظلم لأفراد المجتمع بجميع فئاته خاصة ً من سيدات أو أطفال، قائلة: «الذي أعلمه أن هيئة حقوق الإنسان لديها الكثير من الصلاحيات، والأنظمة، إلا أنني بصراحة لا أعلم ماهي أو أي وسيلة إتصال بهم وماهي المشكلات التي تستقبلها الهيئة؟؟ ومتى ممكن أن يلجأ إليهم». سناء العرفج دكتورة نساء وولادة، تبين لنا قائلة « اسمع كثيراً عن هيئة حقوق الإنسان وأعلم أن من أهدافها الحد من أي عنف ممكن أن يقع على المرأة خاصةً، ومساهمتها مؤخراً في الحد من الزواج المبكر لدى الفتيات أيضاً، ولكني لا أعلم عن عقوبة صريحة من الهيئة للمعنف الذي يقوم بالعنف، « أتمنى إيجاد أنظمة تشريعية وقانونية لتجريم العنف الأسري بشكل واضح، حتى وإن كان المعنف أحد أفراد الأسرة كالولي وغيره من الأقارب»، مبينة: «عادة ً يعتبر في مجتمعنا أن الأب يحق له أن يعنف بناته أو الأخ يعنف أخواته، فيجب أن نبدأ بالإصلاح من الأسرة ذاتها بسن قوانين واضحة تطبق بشكل قانوني تستند عليها الهيئة» .. وتشاطرها الرأي السيدة نوال الغامدي مرشدة طلابية تدرك عمل الهيئة، وتقدر جهد الجهة الكبير في استيعاب الكثير من المشاكل التي تأتي إليها، إلا أنها ترى أهمية وجود مناهج تعليمية تعزز من مفهوم الثقافة الحقوقية لدى الطلاب والطالبات منذ الصغر، لينشأ جيل واعٍ يعرف حقوقه». علياء المعجل فتاة جامعية تخبرنا وهي محرجه كونها في المرحلة الجامعية ولاتعلم سوى القليل عن هيئة حقوق الإنسان فمعرفتها محصورة على أن الهيئة جهة تعنى بحقوق الإنسان ولاسيما القضايا المتعلقة بالعنف، متمنية أن تكون هناك محاضرات توعوية بين فتره وأخرى تقام بالجامعات والكليات يتم من خلالها التعرف على هذه الجهة فغالباً ماتكون فعاليات ونشاطات الجامعة محصورة على نشاطات التوظيف وغيرها بعيده عن حقوق الإنسان؛ تستطرد: «أرى أنه ليس بالضرورة أن من لدية مشكلة فقط هو من يلجأ لهذه الجهة، يفترض أن نكون على علم جميعنا بمهام وبما تضمنه لنا هذه الجهة من حقوق، للأسف ليس لدي معرفه كافية بها!!». بينت ل «الرياض» مديرة القسم النسائي بفرع هيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية الأستاذة شريفة الشملان أبرز الخطط التي تعمل الهيئة على تقديمها في سبيل زيادة الوعي بالهيئة قائلة: «تقوم الهيئة بجهود مستندة على عدة محاور لتقديم نفسها لدى المجتمع نساء ورجال ومن مختلف الطبقات، وهذه المحاور تتمثل في زيارات ميدانية لأماكن العمل، واللقاء بالمسؤولات، سواء في الوزرات الخدمية أو القطاعات العامة وعن طريق الندوات والمحاضرات، والمشاركات العديدة في البرامج الثقافية، والنشرات واللقاءات، إضافة للزيارات الأخرى للاطلاع على مستوى الخدمات، ومدى انسجامها مع حقوق الإنسان». وحول عدد القضايا والشكاوى التي لجأت للهيئة أكدت الشملان أنه لايمكن تحديدها لأن هناك منها ماينطبق عليها عمل حقوق الإنسان، وهناك من القضايا مايتم تحويله للجهات الحكومية ذات الاختصاص. وتشير الأستاذة الشملان على أن هناك تعاوناً كبيراً بين هيئة حقوق الإنسان وجميع مؤسسات الدولة سواء جهات حكومية أو أهليه، لاسيما وأنها ترى أن أدوارالهيئة وغيرها من القطاعات أدوار تكاملية تكمل بعضها بعضاًُ، موضحه ( فكل وزارات الدولة تتعامل معنا بطرق مختلفة، خاصة وأن نظام الهيئة معروف لدى جميع الوزرات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية). كما وتؤكد الشملان على أن الهيئة تسعى لتحقيق دورها الرئيس وهو تطبيق حقوق الإنسان حسب برنامجها، وحسب المواثيق والمعاهدات الدولية، وحسب إعلان حقوق الإنسان؛ المقر من قبل الأممالمتحدة عام 1948 في العاشر من ديسمبر . وبالنسبة لأبرز الصعوبات التي تواجهها الهيئة بينت الشملان أن كل نظام جديد يواجه صعوبات بداية تطبيقه، في الوقت ذاته يجب ألا نعتبرهذه الصعوبات حائلاً، دون تمكننا من عملنا، بل قد تكون هذه الصعوبات دليلاً لنا للأيام والخطوات القادمة، فالمهم أن الصعوبات تذلل بالنسبة لنا بالتفاهم لا بالتصادم. نخلص إلى القول بأن الكثرة من شرائح المجتمع لا يزال لديها الوعي ناقصاً عن أدوار الهيئة ومهماتها وواجباتها وتكثيف التوعية الإعلامية للمجتمع بتوعية الهيئة والإعلام.