جاء إعلان وزارة الداخلية عن قائمة 85 مطلوباً أمنياً، ليؤدي دوراً فاعلاً في عملية العودة لهؤلاء المطلوبين. العودة إلى طريق الصواب، والعودة إلى الوطن لمن كانوا خارجه. وهذا مبدأ إسلامي أصيل انطلاقاً من قوله تعالى «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم». فلابد لكل ذي لب أن يرعوي إلى الحق وأن ينبذ الباطل، وكلنا يعلم علم اليقين ما قامت به الدولة من جهد لاحتواء أولئك الذين عملوا في هذه الدنيا بغير الحق، لكي يجتنبوا ما عملوه حتى تخلص نيتهم وتصفى نفوسهم ويعودوا إلى جادة الصواب. وبالرغم من أن بعضهم قد انتكس بعد المناصحة وعاد إلى الطريق المكروهة عن طريق الغرور والتغرير، فإن حكومتنا الرشيدة لم تقطع خط العودة، وفتحت هذا الطريق، هذا مطلب ديني وواجب أمني، حتى لا تكون هناك حجة لمن يدعي الغفلة أو الخوف من العقاب. وهكذا فإن نتيجة الإعلان وما صاحبه من فسحة العودة إلى جانب الصواب عودة «محمد عتيق العوفي» الذي عاد إلى المملكة بعد أن كان أحد المعتقلين في جوانتانامو، لكنه تسلل إلى اليمن وانضم إلى صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي وذكر أنه نائب القائد العسكري للمدعو ناصر الوحيشي. وكان محمد العوفي ضمن تلك القائمة التي أعلنتها وزارة الداخلية في 7/2/1430ه. ويأتي تسليم محمد العوفي نفسه للسلطات الأمنية في دولة اليمن الشقيقة، ومن ثم العودة إلى أرض الوطن، دلالة واضحة على سلامة النهج الإعلامي والأمني الذي تنتهجه وزارة الداخلية، وهو في الوقت نفسه دعوة للبقية الذين ضمتهم القائمة أن المجال لايزال مفتوحاً وقد قال الشاعر: اقبل معاذير من يأتيك معتذرا إن بر عندك فيما قال أو فجرا والاقلاع عن سيئ العمل، وسالف الزمل من طباع النفوس التي يرجى لها الخير وهو طريق العودة إلى حياة طبيعية، ويعد محمد العوفي نموذجاً لمن آثر العودة واستفاد من ذلك الاعلان، ليعيش حياة طبيعية بعيداً عن الخوف والقلق والرعب، ومن هنا فإن الباقين عليهم مراجعة أنفسهم، رأفة بأرواحهم ومجال أهاليهم، ويكفي قول أحد أهالي المطلوبين لأحد الإعلاميين: «يا أخي ما فينا يكفينا» دلالة على حزنهم لمصير أبنائهم، ولرفضهم لما قاموا به من أعمال يرفضها المجتمع». فلازال في الأمر فسحة وإلا فإن «من سل سيف البغي أغمده في رأسه» كما قال المثل. فهم كالابن العاق إن عاش اتعبك وإن مات فجعك. نسأل الله لنا ولهم الهداية والرشاد. ٭ جامعة جازان