أنكر مطلوب أمني، ورد اسمه في قائمة ال 85 التي أعلنتها وزارة الداخلية قبل أكثر من عام، علاقته بما يسمى قاعدة الجهاد في جزيرة العرب في اليمن، وذلك بعد أن تكشفت علاقة المصالح الإرهابية التي تجمع تنظيم القاعدة وجماعة المتمردين الحوثيين، رغم الاختلاف العقدي والأيديولوجي بين التنظيمين. ويأتي إنكار المطلوب الأمني عدنان محمد الصائغ الذي يحتل المرتبة 76 في قائمة الداخلية، في اتصال هاتفي أجراه أخيرا مع زوجته (شقيقة المدرج في القائمة عثمان الغامدي) للاطمئنان عليها. وعلمت مصادر أن الصائغ أكد مجيبا زوجته عن علاقته بالحوثيين، أنه ليس مع الحوثيين أو القاعدة، إلا أنه لم يجبها عن المكان الذي يتواجد فيه، وقال لها: أنا في أرض الله الواسعة. والمطلوب الصائغ من بين الذين استعادتهم المملكة من معتقل جوانتانامو في كوبا، وخضع فور عودته للمناصحة وإعادة تأهيل، لكنه انتكس ضمن مجموعة يقودها المطلوب سعيد الشهري الذي احتل في ما بعد الرجل الثاني في قاعدة الجهاد في اليمن، بزعامة ما يعرف بأمير التنظيم ناصر الوحيشي. ولا يزال مصير الوحيشي مجهولا، إثر دك الطيران الحربي اليمني تجمعا لقيادات القاعدة في محافظة شبوة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعدما نجح الشهري في تحريض واستدراج عناصر تلك المجموعة والتسلل لأراضي اليمن والانضمام لقاعدة الجهاد. من جانبه، أبلغ مصادر صحفية يحيى الصائغ (شقيق المطلوب عدنان) أمس في اتصال هاتفي من سكن عائلته في الطائف، أن عدنان حاول الاتصال مرارا بوالدته، لكنه لم يتمكن «لوجودها خارج المحافظة ما دفعه للاتصال بزوجته». وناشد يحيى شقيقه الأصغر عدنان بالعودة إلى أرض الوطن وتسليم نفسه للسلطات، ليؤكد فعلا أنه لا يرتبط بتنظيم القاعدة أو الحوثيين، داعيا إياه ألا يستجيب لدعوات من لايريد له الخير. وأكد يحيى أن شقيقه المطلوب عدنان لن يجد السلامة إلا في بلده، وأن تأكيداته لزوجته في اتصاله الأخير حول عدم ارتباطه بأية علاقة مع القاعدة أو الحوثيين، سيكون لها مآثر إيجابية على والدته وأسرته، وقبل ذلك الأمان على حياته، ووضع حد للطريق المظلم الذي يسير فيه بلا هدى. والمطلوب عدنان محمد علي الصائغ، المولود في مدينة الطائف عام 1398ه، غادر إلى عمان في 21 شوال عام 1421 ه واعتقل في أفغانستان إبان الحرب الأمريكية على الإرهاب، ونقل إلى معتقل جوانتانامو مع آخرين. وبذلت المملكة جهودا كبيرة لاستعادته من ضمن مواطنيها المعتقلين في السجن «سيئ السمعة»، وذلك في 22 من شهر صفر عام 1427ه. وتمكن الصائغ الملقب ب(حيدرة اللبناني، أبو مالك الطائفي، والمقداد الطائفي)، من التسلل إلى الأراضي اليمنية والانضمام تحت صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يتزعمه ناصر الوحيشي. والصائغ متزوج وله طفلان. وفي شأن متصل، أكدت والدة منفذ محاولة الاعتداء الإرهابي الفاشل الذي استهدف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الهالك عبد الله عسيري، أنها تجهل مصير ابنها الثاني إبراهيم عسيري المطلوب في قائمة ال85 وأحد عناصر تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. ونفت أم محمد عسيري -نسبة إلى أكبر أبنائها- أمس، أن يكون ابنها إبراهيم الموجود في اليمن، قد اتصل مع أي فرد من أسرته. وقالت: «لا نعرف مصير إبراهيم ولم يتحدث إلينا هاتفيا منذ عامين، كما لم يتصل هو أو أي أحد من طرفه، بعد المحاولة الفاشلة لشقيقه الهالك عبد الله في تنفيذ عملية اغتيال الأمير محمد بن نايف». وأدرجت في وقت سابق، وزارة الداخلية الشقيقين إبراهيم وعبدالله حسن طالع عسيري في قائمة ال85 مطلوبا أمنيا التي أعلنت عنها في الثاني من فبراير (شباط) 2009م، وقتل عبد الله أثناء تفجير نفسه في محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف في جدة في 27 أغسطس (آب) الماضي. ويقول مسؤولون في وزارة الداخلية إن باب التوبة أمام المطلوبين أمنيا والعودة إلى الوطن مفتوح لمن يرغب في تسليم نفسه، مشددين على أهمية مثل هذه المبادرة في جمع شمل المطلوبين بأسرهم فور عودتهم إلى الوطن.