سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
4 وزراء على طاولة نقاش واحدة: نظام شامل وقوي لحماية الأطفال أمام مجلس الشورى العثيمين: حالات العنف في السعودية ليست ظاهرة وتدشين الخط الساخن 1919 للابلاغ عن حالات الإيذاء
جمع برنامج الأمان الأسري في ثالث أيام المؤتمر الاقليمي الثالث للطفولة المنعقد في الرياض في الفترة من 1 وحتى 4 مارس أربعة وزراء على طاولة واحدة للنقاش حول سبل الحد من العنف ضد الأطفال.وشارك كل من الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم والدكتور عبدالعزيز الخوجة وزير الثقافة والإعلام والدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية والدكتور منصور الحواس وكيل وزارة الصحة ممثلاً عن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، وأدارت الجلسة مها المنيف المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري. وتأتي أهمية جلسة الشباب الثانية التي حملت عنوان: (وزراء الحاضر والمستقبل) التي نظمها برنامج الأمان الأسري ضمن فعاليات المؤتمر في قاعة الملك فيصل بفندق الانتركونتننتال كون الممثلين الأربعة وزراء جدد يناقشون للمرة الأولى قضية طارئة ذات أبعاد اجتماعية شائكة.وتمثل وزارتا التربية والتعليم والصحة ذراعين تنفيذيين رئيسيين، بينما تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بدور الشريك الرئيسي الفاعل تنظيماً وتنفيذاً، بينما تقوم وزارة الإعلام بدور الذراع التوعوي.وأثنى الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم برنامج الأمان الأسري الوطني، والشؤون الصحية في الحرس الوطني على اهتمامهم بقضايا الطفل، وما قاموا به من نشاط في مجالات الطفولة وعلى رأس ذلك جهودهم في الإعداد للمؤتمر الهام حول حماية الطفل. وأضاف الأمير فيصل ان اللجنة الوطنية للطفولة تعمل مع شركاء على إعداد نظام شامل وقوي لحماية الأطفال واقرار مسودته النهائية والتي تم إعدادها بالتعاون مع منظمة (أجفند) في الرياض، مؤكداً ان النظام يعرض حالياً على مجلس الشورى.وقال الأمير فيصل ان المملكة ركزت في الأسس الاستراتيجية لخطط التنمية في المملكة على تنمية الطفل من خلال توفير حاجاته المتعددة كالبرامج الصحية والاجتماعية الخاصة بالأم والطفل والترابط الأسري وتوفير التعليم بكافة مراحله للبنين والبنات، إلى جانب رعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم إما في مؤسسات اجتماعية أو داخل أسرهم ان في أسر بديلة، وذلك بحسب احتياج كل فئة مع الحرص على التنشئة القويمة للشباب وفقاً للقيم الإسلامية التي تحقق لهم تطلعاتهم والنمو المتوازن في مختلف جوانب حياتهم لأنهم يشكلون نصف المجتمع وقادته في المستقبل.من جهته أكد وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة على إن الرؤية التي انطلقت من خلالها وزارة الثقافة والإعلام تجاه موضوع الطفل والطفولة تتحد في أن هذه المرحلة العمرية هي التي تشكل صورة الغد القريب والبعيد، مضيفاً بأن الطفولة والمرحلة العمرية المبكرة هي التربة التي تمتص كل المكونات المحيطة والتي ستترك آثارها في شخصية الرجل أو المرأة اللذين كانا في يوم ما طفلين، إلى تلك الشخصية التي تكتمل بعد حين.وأشار الوزير خوجة إلى أن الجانب الثقافي والإعلامي المنوط بوزارة الثقافة والإعلام، هو جانب يحتل جزءا كبيراً في التجربة الإعلامية ببرامج لا تستجيب لقدرات الطفل الذي يجلس فيها مجلس المتلقى تنهال عليه المعلومات والنصائح.وقال الوزير خوجة إن وزارة الثقافة والإعلام قدمت جملة من نشاطتها الثقافية الإعلامية إلى كافة شرائح المجتمع ومن بينها برامج خاصة بالطفل، ولكن برامج الطفولة تحتاج إلى الكثير من التطوير والتغيير.وأضاف «مع ذلك لم تستوعب هذه البرامج شخصية الطفل السعودي، منوها في الوقت ذاته إلى أن المجتمع السعودي مجتمع فتي واغلب أبنائه من الشباب الذين خلعوا للتو أردية الطفولة، وأعترف الوزير خوجة أن وزارة الثقافة والإعلام لم تعط الطفل ما يستحقه، مضيفاً: «أحسب أن الطفل السعودي ينتظر منا الكثير والكثير». الرياض وشدد وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين على أن العنف الأسري لايعتبر في المجتمع السعودي ظاهرة خطيرة كما هو الحال في بعض المجتمعات الأخرى، قائلاً بأن هذه الحقيقة تعكسها الأرقام والإحصائيات المتوفرة لدى الوزارة.وأعلن الوزير العثيميين على هامش الجلسة تدشين الخط الساخن للإبلاغ عن حالات الإيذاء 1919، وشكر برنامج الأمان الأسري الوطني في مستشفى الحرس الوطني على عقد وتنظيم المؤتمر الهام، مشيراً إلى أن المؤتمر يناقش إحدى القضايا التي تهم مجتمعاتنا العربية وهي قضية الحماية الاجتماعية من الايذاء خاصة الموجه ضد الأطفال.ونوّه إلى أن الدين الإسلامي جعل التكافل والرحمة مكوناً أساسياً في صلب الحياة، موضحاً «ولكن هذا لا يعني انه ليس لدينا حالات إيذاء وعنف». وأضاف «نعم لنشر ثقافة الحماية من الإيذاء لكن لا ينبغي أن يأخذنا الحماس المفرط إلى تصور إلى أن الإيذاء قد أصبح وباء يجتاح المجتمع».وسجلت حلقة النقاش بين وزراء التربية والتعليم والثقافة والإعلام والصحة أمس الثلاثاء تفاعلاً غير معهود بين مسؤولين رفيعي المستوى وشريحة شبابية، وطالب مدير عام التربية والتعليم في الحدود الشمالية وزير التربية والتعليم بتوضيح موقف الوزارة حيال التربية الجنسية، والتربية البدنية في مدارس البنات. وأضاف في مداخلته بأن المجتمع العربي يهتز بحالات العنف الأسري فيما كان في الماضي يروج استقراره وتنعمه بأمان زائف، وقال مخاطباً الأمير «المدرسة ليست آمنة يا أفندم وليست لديها نظرية، والمعلم ليس تمام يا أفندم، والتعليم يفتقر لخارطة طريق، لدينا عنف جنسي في المدارس نتمنى أن يقضى عليه». فيما أجاب وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله قائلاً: «أنتم ما لديّ، ولا داعم لنا سوى الإرادة» مبيناً بأنه حينما تولى وزارة التربية والتعليم فوجئ بأن لجنة الطفولة المنبثقة من وزارته لم تؤد الدور المنوط بها، وانه سيعمل على تفعيلها.