ظل الهلال ومنذ تأسيسه على يد شيخ الرياضيين الاستاذ عبدالرحمن بن سعيد وطوال عمره الممتد لأكثر من 53 عاما وهو من يصنع الخصوصية والتفرد الى نفسه دون مساعدة من احد، واستمر على هذا النهج ويبدو انه سيسير على ذلك.. محليا كان التميز من نصيبه، وخارجيا كان هو صاحب الأوليات، لا يحصر تفرده وتميزه وخصوصيته بأنه يلعب كرة قدم تمتزج بالمتعة والإثارة وصناعة الأحداث فقط أينما حل وارتحل، ولكنه يتميز بأنه الفريق الذي يتوحد منافسوه ضده فيهزمهم جميعا ويبقى وحده في المقدمة. وصفوه بفريق الحكام فنال الذهب والأخطاء التحكيمية تبرز ضده، لقبوه بفريق اتحاد الكرة فكان رده أن انتزع البطولات في خضم تكالب الظروف عليه من مختلف اللجان في الداخل والخارج، نعتوه بالمدلل فهزم خصومه جميعاً وهم يحظون بأنواع الدلال على مختلف الأصعدة، غيره تبكي جماهيره حزنا وألما وحسرة على الانكسارات والإخفاقات التي يتعرض لها فريقها، أما هو فيبكى ويضحك عشاقه في لحظة واحدة من خلال صعوده الدائم لمنصات التتويج وتنوع بطولاته وتحطيمه للأرقام القياسية في مختلف المسابقات التي يشارك بها. غيره يفوز بمساعدة حظ وصافرة حكم وتدخل خارجي أما هو فيفوز لأنه ولد وفي يد كل من نجومه علم (نصر) وراية تفوق وشحنة حماس ومجموعة حوافز وإصرار على أن يكون له حضور في كل مناسبة ونصيب من التميز خلاف دعمه المستمر للمنتخبات السعودية بالنجوم طوال تاريخه. عشرات الرؤساء تولوا مقاليد رئاسته ومئات الإداريين تعاقبوا على الفريق وكم هائل من النجوم ارتدوا شعاره واعتزلوا وأكثر من مدرب أسندت له مهمة التدريب، وبين كل مرحلة وأخرى يظن البعض أنه مع هذه التغييرات تخور قواه وتضعف همته وتتوقف إرادته ويبدأ نضوبه وفجأة تكون شهيته مفتوحة أكثر نحو حصد المزيد من البطولات والابتعاد عن منافسيه نحو التفرد مسافات طويلة، وقد يكون هو النادي الوحيد الذي منح كل من عمل به شرف الصعود لمنصات الذهب، لماذا لأنه ولد بطلا وتأسس شامخا، لم ينشغل مسيروه بالآخرين على أمل أن يتعثروا لكي يلحق فريقهم بالركب، ولكنهم انشغلوا في كيفية بقاء ناديهم عملاقا لا تهزه الظروف ولا تعصف به الرياح ولايثنيه عن التفوق تعدد الخصوم. لذلك أعطى من خلال هذا التميز أبعاداً جميلة للرياضة، في معانيها وأهدافها ومنافساتها ودورها الايجابي في التأثير على الشباب واستثمار الدعم المادي والمعنوي والطاقات كافة في سبيل أن يكون لهم حضور قوي من خلال الأندية فكان الصغار يحرصون على الذهاب للهلال على أمل أن يصبحوا ضمن أولئك النجوم الذين يحصدون النجاح ومعانقة النجومية التي بلغها نجوم الزعيم ومن هنا استفادت فرقنا السنية بأن أصبحت تعج بالنشء الذين برز بعضهم وخدموا الكثير من الأندية، كما أن الهلال ساهم بصورة فاعلة في تطوير الاحتراف لدى اللاعب والإداري وتنظيم العمل ووضع فكر رياضي يتسم بالوعي والتخطيط للمستقبل وفق مناهج سليمة وأسس قوية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ولكنه جعل نفسه مطمعا لكبرى الشركات لكي يكون شريكا استراتيجيا معها نحو تنمية اقتصادية مهمة تدعم الرياضة أزمنة طويلة. لذلك على كل عاشق للرياضة ويطمع دائما لتميزها أن يبارك ويحتفي بتميز وتفرد الأندية الكبيرة التي يعد الهلال زعيمها ومُشعل نار الإثارة والقوة والحماس عندما يكون طرفا في أي مسابقة. وحتى ننصف من صنع الانجاز الهلالي الجديد فإن الإدارة الحالية هي المعدّ في الوقت الذي تولى مهمة الإخراج نجومه الأفذاذ بقيادة كوزمين ولايمكن تجاهل دور أعضاء الشرف وشعبيته الطاغية للكلام بقية تتويج الهلال بكأس ولي العهد أعاده الله للوطن معافى لايعني ضعف الشباب الذي يعد هو الاخر من اضلاع المتعة والاثارة في ملاعبنا فضلاً عن الكم الكبير من النجوم المميزين في قائمته والذين يتمناهم كل ناد، لذلك مثلما نقول للهلاليين تلك الكلمة التي اعتادوها (مبروك) فإننا نقول لليث وعشاقه «حظاً أوفر»، والمستقبل سيكون افضل لمن يتمتع بروح الشباب.