الهلال يمرض ولكنه لا يموت، هكذا قال ويقول الهلاليون عن فريقهم عند تعرضة لأية «هزة» عابرة.. الهلاليون العاشقون جداً لناديهم دائماً هم متفائلون بفريقهم ومعهم الحق في ذلك. الموسم الماضي خرج الفريق الأزرق دون تحقيق أية بطولة على غير العادة.. بل وزاد على ذلك أن تلقى الفريق أسوأ خسارتين في تاريخه، وخرج بعدهما مما يؤكد على نهاية الزعامة الزرقاء ولو لسنوات.. فالفريق حسب رؤية أو أماني بعضهم أصبح خالياً من المواهب ويحتاج إلى سنوات ودعم - قد لا يتوافر - لإعادة البناء وعودة الفريق للمنافسة. ٭٭ ولكن الهلال الذي بالفعل أكد أنه «قد» يمرض ولكنه لا يموت عاد بإدارته الشابة في الموسم التالي وقد بدا أكثر قوة ونضوجاً، عاد لتأكيد الزعامة التي لا تليق بفريق سواه، فأصبحت لقاءات الإدارة الشابة ونجوم الفريق مع جماهيرهم تتم في منصات التتويج لا في قاعات المؤتمرات الصحفية.. فقدموا البطولات لا الوعود بالصفقات!. الأزرق عاد بطلاً ولا غرابة في ذلك.. بل الغرابة أن يبتعد فريق بحجم الهلال بتاريخه ونجومه وجماهيره عن منصات التتويج حتى ولو كان الابتعاد لموسم واحد فقط. لأن الجماهير الزرقاء لا تحتمل مثل هذا الابتعاد. ٭٭ تحقيق الرباعية ليس بالجديد على الهلاليين فقد سبق أن حققوها قبل أربعة مواسم، ولكن رباعية هذا الموسم تختلف طعماً وشكلاً عن الرباعية السابقة.. فهي أولاً رباعية محلية غير مسبوقة، ثم أنها جاءت بعد غياب سنة واحدة عن البطولات، وهي في الحسابات الهلالية فترة طويلة. كما أنها تحققت على يد إدارة شابة يقودها الرئيس الشاب الأمير محمد بن فيصل بن سعود الذي تفوق على من فاقوه خبرة ومالاً وكان أحد نجوم الموسم الرياضي إن لم يكن النجم الأول. ٭٭ فالأمير محمد الذي تسلم الفريق في وضع صعب جداً نجح في إعادة صياغته من جديد فأحضر باكتيتا مدرباً وكماتشو وتفاريس كلاعبين وتحمل انتقادات البداية لثقته بأنه يسير بالاتجاه الصحيح.. وإعادة الروح المفقودة لدى اللاعبين.. واستطاع وبطريقة مثيرة أن يعيد جماهير الهلال للمدرجات فكان بحق من نجوم الموسم أيضاً، فقد اسهمت بحضورها الكبير في اضفاء الإثارة على المباريات، وقبل ذلك كان سموه موفقاً في إعادة الثقة التي اهتزت بين بعض أعضاء الشرف والنادي فكان لهؤلاء دورهم الواضح في دعم إدارته وتحقيق النجاح. ٭٭ قلت وقالها غيري الكثيرون أن الكتابة عن الهلال لن تضيف له شيئاً خاصة عندما ينافس نفسه في كسر الأرقام القياسية ويبتعد مسافات أكثر عن المنافسين.. لأن الكاتب مهما أوتي من القدرات الإبداعية لن يجد الكلمات التي قد توفي الزعيم حق زعامته ولن يهرب من تكرار نفسه. ٭٭ الهلال والشباب قدما لنا مباراة نموذجية في كل شيء، في الكفاح والإثارة والقوة والتعامل المثالي قبل المباراة وأثناءها وبعدها فكان الختام مسكاً لأقوى المسابقات العربية وأطولها. الهلال تعامل مع المباراة بطريقة مباريات الكؤوس التي لا يحتمل أي خطأ فيها التعويض وخطف هدفاً ثميناً كان كافياً لاحراز اللقب، والشباب قدم مباراة رائعة جداً كانت له الأفضلية وسط الملعب، لكنه عجز عن التسجيل لصلابة الدفاع الهلالي. مبروك للهلاليين جميعاً وحظاً أوفر للشبابيين. باختصار ٭٭ مدافع الهلال الصلب فهد المفرج كان نجم المباراة الأول بفدائيته وروحه واخلاصه.. ووقف بصلابة لمهاجمي الشباب وتحمل أخطاء زملائه فقدم أفضل مبارياته وأكد أنه الرقم الصعب في خط الظهر. ٭٭ استفتاء المدرجات أكد أنه لا مجال للمقارنة الجماهيرية بين جماهير الهلال وجماهير الأندية الأخرى.. حتى الجماهير «اللاهلالية» وأقصد بها جماهير الأندية الأخرى عندما تجتمع ضد الهلال تبدو أقل بكثير من جماهير الهلال! ٭٭ ما يسمى بالكبار غابوا عن منافسة الهلال على البطولات المحلية باستثناء الاتحاد الذي قابل الهلال على نهائى كأس محاربة الإرهاب وخسر النهائي أمام الهلال. ٭٭ أربعة فرق قابلت الهلال على النهائيات المحلية.. وكلها اقتنعت بالوصافة والمباركة للزعيم بطولاته! ٭٭ الحكم الروسي كان أسوأ الحكام الأجانب بالفعل.. ما يميزه فقط احترام اللاعبين لقراراته حتى ولو كانت خاطئة! ٭٭ الشباب أصعب فريق قابل الزعيم.. ٭٭ إدارة استاد الملك فهد كانت قاسية جداً مع الجماهير بعد أن حرمتهم من الدخول بالمياه وهم الذين حضروا من الساعة الثالثة وفي جو حار جداً، خاصة وأن الجماهير عندما تخرج من المدرجات بحثاً عن الماء تجد صعوبة بالغة في العودة مرة أخرى! ٭٭ وفاء الهلاليين مع الأمير عبدالله بن سعد - رحمه الله - ومع سعد الدوسري - رحمه الله - تجدد مرة أخرى.. فلم ينس النجوم الراحلين وسط أفراح التتويج. ٭٭ ياسر القحطاني لم يخطئ عندما اختار الهلال. فريق البطولات والجماهير والوفاء أمنية النجوم. ٭٭ لو لم يتنازل الهلاليون طواعية عن بطولة العرب لربما كانت خماسية زرقاء.