** تتغير الطباع بتغير المهام والمسؤوليات..عند بعض عباد الله.. ** ولا تتغير عند أناس آخرين.. ** يتغير النوع الأول في الحالات التالية: ** فإما أن يكون المنصب أكبر منه..وبالتالي فإنه يحاول أن يثبت للآخرين بأنه في مستوى المسؤولية والدور.. ** وإما أن يتحكم فيه شعور مفاجئ بالعظمة..لإحساسه بأن المحيطين به قد يخطئون التعامل معه.. ولا يميزون بين ما كان عليه وما أصبح..وعليه بأن يضع حدًا لهذا الخلط..ويُقيم هذه المسافة بينه وبينهم كي يفرض عليهم احترام شخصيته الجديدة..حتى يتعاملوا معه على أساسها.. ** وإما أن يكون لديه مركب نقص معين..وبتعاليه فإنه يُرضي في داخله هذا الشعور..ويثبت لنفسه قبل غيرها ، أنه جدير بالموقع الجديد..وأن المنصب قد جاء إليه..وليس هو الذي ذهب له..وسعى للوصول إليه.. ** وإما أن تكون طبيعته الجادة..طاغية على شخصيته البسيطة بعد تلبس الموقع..فلم يعد يرى الناس فيه سوى الإنسان الجاف..فيبتعدون عنه..وينكرون تصرفاته..أو أنهم قد يقتربون منه..ويتزلفون إليه..ويتكيفون مع تصرفاته الجديدة أيا كانت درجة خشونتها. ** أما الإنسان الآخر.. ** الإنسان الذي لا يغيره الزمن.. ** الإنسان الذي لا تغيره المناصب..أو الهالات التي قد تنصب من حوله.. ** فإنه يتصرف بثقة..وبحب..وباحترام لجميع الناس..منطلقًا في ذلك من إنسانيته..من عقلانيته..من قيمه وثوابته..فهو يدرك أن المناصب تأتي وتذهب.. ** فاليوم هو في هذا الموقع.. ** وغدا فإنه سيكون بعيدا عنه.. ** ولذلك فإنه يتصرف بشكل متوازن..وفي ذهنه أن الإنسان هو الإنسان..فلا المنصب يُعلي شأنه..ولا القيمة الاجتماعية الفارهة تضيف له جديداً..ولا الثروة ترفعه في نظر عباد الله.. ** فقط..هو..بإنسانيته..بخلقه..بحسن تعامله..يستطيع أن يكون قريباً من نفوس الناس..أو بعيداً عنهم.. ** هذا النوع من البشر..تجده أكثر تواضعاً.. ** تجده أكثر قرباً من الناس.. ** تجده في كل مكان تذهب إليه.. ** تجده على لسان كل البشر سيرة عطرة..وثناءً لا يتوقف.. ** تجده مرتاحاً..بينه وبين نفسه..وراضياً في داخل أعماقه..سمح المحيا..بسيطاً في تصرفاته..كريماً في سجاياه.. ** ولذلك فإنه يزداد رفعة في عيون الناس..ومكانة في كل مكان يوجد فيه.. ** وبين هذه الشخصية وتلك الشخصية ** تظهر فئات عجيبة من البشر.. ** فئات يتراوح سلوكها بين الرُّخص..والنفاق..والتزلُّف..وابتذال النفس..وبين احترام المكانة ولكن دون المساس بكرامتها..وتقديم المشورة الأمينة والصادقة بترفع واعتزاز وثقة بالنفس..وبين الوشاية..وتصفية الحسابات مع الآخرين..وتشويه الصورة والسمعة لإثبات الحرص..والإخلاص الكاذب..(!!) ** وبين هؤلاء وأولئك.. ** بين المخلصين..والمنافقين..يقف الانسان القادم إلى موقع المسؤولية الجديدة محتاراً.. ** العقلاء فقط هم الذين لا تطول حيرتهم..ولا يخطئون فهم هذه الأنماط العجيبة من البشر..وتصنيفها بسرعة كافية..بين "مُغرضٍ" يجب التخلص منه فوراً..وبين أمين يحسُن التعامل معه.والاستفادة من أفكاره..والاعتماد على نزاهته..ورجاحة أحكامه..وموضوعيته..وبالتالي يجب الاستنارة بمشوراته..وتقريبه..وبين "تافه" لا حاجة له به..ولا داعي لاستمراره في دائرته الخاصة..أو الأقرب على الإطلاق.. ** فكم من هؤلاء وأولئك يعيشون بيننا؟! ❊❊❊ ضمير مستتر: ** ( من يحترم نفسه.لا يبتذلها..ولا يُرخِصها..عربوناً لطموحاته اللامشروعة).