لاشك أن أثر الانطباع الأول في نفوس البشر من أكثر الأشياء التي تشكل قلقا محسوسا عند أغلبية الناس خاصة عندما يظهر الانطباع الأول صورة خاطئة أو حتى صورة حسنة لدرجة قد لا يمكن الحفاظ عليها مما يصيب الناس بالقلق أيضا عندما لا يستطيعون مجاراة ما كوّن عنهم من انطباع جيد والسؤال هنا لماذا نتوقع الكثير من الانطباع الأول ؟ ولماذا نقفز على استنتاجات خاطئة قد تؤثر سلبا علينا وعلى الآخرين؟ يمتلك الإنسان في داخله مجموعة شخصيات وقد يتصرف في نفس الموقف بطرقتين مختلفتين وغالبا ما ينتج عن كل شخص أسلوب وتصرفات تحدد شكل مبهم لكل شخصية ولكنها لا تحدد الشخصية بحذافيرها فلا يعلم النفس إلا من خلقها فكم من مرة نفاجأ بتصرف سلبي من شخص إيجابي وكم من مرة نصدم بتصرف إيجابي من شخص سلبي. تبقى المشكلة أن كثير من الناس يعتمدون الانطباع الأول ويثبتونه في تاريخ علاقتهم بذلك الشخص حتى لو صدرت عنه تصرفات أخرى توحي بعكس الانطباع الأول وهذا تصرف لئيم من البشر فمن المفترض في كل إنسان أن يعمل لما يريد أن يوصل إليه من هدف وقد يستلزم ذلك وجود عدة انطباعات فالعاملين في الإدارة تظهر لديهم الشدة والحزم بحكم مناصبهم بينما قد تجدهم في مواقف أخرى من أكثر الناس رحمة وعطفا. وهذا يعني أن تصرفات الإنسان تختلف من حين لآخر ومن حالة نفسية يعيشها لحالة أخرى أي بمعنى أدق من يكون سلبيا اليوم قد يكون ايجابيا في الغد والعكس صحيح وهذا يتطلب أن نكوّن انطباعاتنا عنه على مدى فترة زمنية غير محددة بوقت دقيق ومن المفترض أن تؤخذ انطباعاتنا عنه كمجموعة لا أن تجزأ أو أن تؤخذ بحسب ما يراد لها أن تكون لأن الحيادية في إطلاق الحكم على الآخرين تكون هنا مطلوبة أكثر خاصة عندما يتم تناقل انطباعات عن شخص ما بين الناس قد تكون غير صحيحة أو غير دقيقة وفي النهاية يجب أن يكون الحكم متأنيا بعد خبرة وتعامل ومن الأفضل أن نأخذ الانطباع الأخير الشامل حتى تكتمل الصورة التي على ضوئها يصير القرار أكثر صوابية. رؤى صبري *