وهكذا ترجل الفارس صاحب المآثر... فلله الأمر من قبل ومن بعد. بقلوب يملأها الإيمان والرضا بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة والدنا الشيخ فهد بن صالح المقبل العصيمي رحمه الله تعالى... انه لمصاب كبير وحزن عميق أن تفقد عزيزاً لديك، فما بالك به إذا جمع أنبل الصفات وأسماها!!. لقد كان الفقيد رحمه الله محباً للخير يسارع لمساعدة الناس دون تفريق بين قريب أو بعيد، يحرص على فعل الخير دون مباهاة أو رياء، من العاملين بصمت كما كان رحمه الله دمثاً متواضعاً لين الجانب يغرس صفات النبل في أبنائه وخلفه، وما زالت تطرق مسامعي وصاياه لنا بعمل الخير ومساعدة كل ذي حاجة أو يتيم أو فقير. كان رحمه الله رحمة واسعة يرفق بالمحتاج والضعيف ويأمرنا بالرفق به. وقد أنفق ماله وجاهه لمساعدة المحتاجين مبتغياً بذلك وجه الله تعالى، فلم يستأثر بجاهه أو ماله لنفسه وولده. وقد عرف عنه - رحمه الله - تفانيه في عمله وحرصه على الدقة والاتقان متبعاً أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. كما كان رحمه الله مشهوداً له بالنزاهة عند القاصي والداني فلم يطلب لنفسه أو لأولاده شيئاً من الدنيا. وكان يحتقر الدنيا ومتاعها. ذهب من الدنيا بدعاء الناس له. بعد فراقه الدنيا وانتقاله إلى جوار ربه الكريم بدأت تظهر لنا بعض مآثره التي لم نطلع عليها لما كان من صفاته من إخفاء عمل الخير وعدم التباهي به اتقاء للرياء. فعند دفنه - رحمه الله - ونحن نهيل التراب على جسده الزكي كان كثير من المعزين يثنون على خصاله في فعل الخير ومساعدة المحتاج. لقد كان للتعازي والمواساة التي تلقيناها بفقد روحه الطاهرة أثر كبير في التخفيف عن مصابنا مع عظم المصيبة وهول الفاجعة ومكانة الفقيد. فنشكر كل من عزى وواسى وندعو الله لنا ولهم بالأجر والثواب. نشكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي كان لتعزيته أثر بالغ في التخفيف عن جرحنا الغائر، فله منا كل الشكر والعرفان. كما نشكر نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز على مواساته لنا.. وكذلك نشكر صاحب السمو الأمير الدكتور محمد بن سلمان بن محمد آل سعود مدير عام إدارة المتابعة بوزارة الداخلية.. وصاحب السمو وكيل الحرس الوطني لشؤون الأفواج الأمير خالد بن عياف آل مقرن. كذلك نشكر أصحاب السمو والمعالي والفضيلة والأصدقاء الذين عزونا في فقيدنا الكبير، كما نشكر المعزين الذين لا يزالون يذكرون معروفه عليهم ونرجوهم بألا ينسوه من الدعاء وجزاهم الله خير الجزاء. اسأل الله أن ينير ضريحك ويجعله روضة من رياض الجنة، وأن يرفعك في عليين وأن يرحمك بمنه وكرمه عند الرفيق الأعلى جل شأنه. وأن يمتع وجهك الوضاء بالنعيم المقيم في الفردوس الأعلى. وإلى لقاء تحت ظل الرحمن يوم يقوم الأشهاد. ابنك المحزون بفقدك صالح بن فهد العصيمي - ليدز - المملكة المتحدة