أثبت منتخبنا الوطني أنَّه المرشح الأقوى لإحراز بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم بفوزه على المنتخب الكويتي في نصف نهائي خليجي 19، وأكمل مشواره نحو الوصول للمباراة الختامية دون أن يلج مرماه هدف واحد، والمُلفت للانتباه أنَّ منتخبَنا وصل لما يريد؛ على الرغم من أنه لم يقدم بعد المستويات التي تليق باسمه، والحضور الفني الذي اشتُهر به؛ خصوصاً وهو أكثر المنتخبات الخليجية التي تملك نجوماً دولية مميزة، ولاعبي حسم متسلحين بالخبرة، والمُلاحظ من خلال المباريات التي خاضها المنتخب حتى الآن أنّه يسير بهدوء نحو كَأس الذهب، بدءاً من اللقاء الافتتاحي أمام قطر الذي خرج متعادلاً فيه دون أهداف، وهي برأيي نتيجة متوقعة بين منتخبين قويين يطمحان في إحراز اللقب، ويتواجهان في ظهورهما الأول بالبطولة، بدليل أنَّ انتصارات المنتخب السعودي على اليمن بسداسية، ثمَّ على الإمارات (حامل اللقب) وأخيراً هزيمته للكويت في نصف النهائي تحقق بأقلِّ مجهود. في خليجي 18خرج منتخبُنا من الدور نصف نهائي أمام المنظِّم (الإمارات) بهدف إسماعيل مطر، وقاد الإماراتيين ذلك للنهائي مع المنتخب العُماني، وكنَّا في تلك المباراة أفضل من الإماراتيين من الناحية الفنِّيِّة، والأكثر حصولاً على الفرص المواتية للتسجيل؛ لكنَّ تلك الأفضلية لم تكن كافية لتنصفنا، وتنقلنا لمباراة الختام. وأعتقد أنَّ هذه البطولة هي الأكثر إنصافاً للمتأهلَين للنهائي منذ إقرار نظام المجموعتين في دورات كأس الخليج؛ إذء وصلَ للنهائي الذي سيقام غداً (الجمعة) طرفان هما الأكثر ترشيحاً للوصول لهذه المرحلة قبل انطلاق الحدث، كما أنَّهما أظهرا ثقة كبيرةً في أدائهما، وتوازناً في الخطوات التي خطوها في الطريق نحو الفوز بالكأس. منتخبنا هزم الفريق الكويتي بجدارة، واستحقاق، وكانت طريقة الفريق الأزرق الدفاعية البحتة، وتراجُع لاعبيه إلى مناطقهم، وتضييق الخناق على لاعبي منتخبنا أهمّ أسباب غياب الأداء الفنِّيِّ لمنتخبنا، وأسهم في الظهور السيئ للمباراة بشكل عام، والكويتيون الذين يدركون الفوارق الفنية الكبيرة بينهم وبين منافسهم جعلهم يبحثون عمَّا يقود المباراة للتعادل وصولاً للحسم بالركلات الترجيحية، وردَّة فعل لاعبي الكويت وتصريحات مسؤوليهم بعد نهاية اللقاء تؤكد أنَّهم راضون عن الخروج من المواجهة بهدف وحيد. عُمان بجدارة، واستحقاق يصل لنهائي الخليج للمرة الثالثة على التوالي، ويتزامن هذا الوصول مع استضافته للحدث مسانَداً من قبل جماهيره التي تأمل في دخول منتخبها قائمة الأبطال، والفريق بقيادة حارس مرماه، وأكبر أسرار انتصاراته علي الحبسي هو اليوم أكثر تأهيلاً من أيِّ وقتٍ مضى لإحراز اللقب؛ غير أنّه سيجد صعوبةً في هزيمة المنتخب السعودي يوم الختام.