تتجه أنظار الخليجيين عامة والسعوديين خاصة إلى العاصمة العمانية مسقط حيث تقام عصر ومساء اليوم المواجهتان الساخنتان في مرحلة نصف النهائي لبطولة الخليج التاسعة عشرة والتي ستجمع بين منتخب عمان المستضيف ونظيره المنتخب القطري في المباراة الأولى عند الساعة الخامسة مساء فيما تجمع المباراة الثانية عند الساعة الثامنة مساء منتخبنا ونظيره المنتخب الكويتي وستلعب المنتخبات الأربعة هاتين المباريتين بنظام خروج المهزوم إذ إن المباراتين لا تعرفان أنصاف الحلول ولا تقبلان القسمة على اثنين فلابد من فريق فائز وآخر مهزوم حتى لو كان ذلك عبر الوقت الإضافي أو ركلات الترجيح لتحديد هوية المنتخبين اللذين سيحظيان بشرف الوصول إلى المباراة النهائية لبطولة خليجي19 وسنستعرض من خلال هذا التقديم أحوال المنتخبات الأربعة قبل الدخول في مباريات نصف النهائي المؤدية إلى منصة التتويج فلنتابع معا مواقف المنتخبات الأربعة من خلال هذا التقديم. عمان×قطر في المباراة الأولى من مباريات نصف النهائي يلتقي عمان المستضيف نظيره القطري في مباراة قد تكون صعبة على قطر الذي تأهل إلى مرحلة نصف النهائي بشق الأنفس وفي الرمق الأخير من عمر مباراته أمام اليمن الحلقة الأضعف في البطولة، حيث إن هدف الفوز الذي أحرزه لم يأت إلا في الدقيقة 96 من عمر المباراة كما أن ظروف هزيمة المنتخب الإماراتي أمام شقيقه السعودي قد خدمته كثيراً وقدمت له التأهل على طبق من ذهب وهذا يعني أن المنتخب القطري لم يكن في عافيته من خلال الأدوار التمهيدية في البطولة الخليجية وهو مطالب من خلال هذه المباراة وهي مباراة حسم وخروج مغلوب في أن يقدم الصورة المشرفة التي تحفظ له ماء الوجه أمام جماهيره الغاضبة، حيث إن المنتخب القطري لم يحقق الفوز في الدور التمهيدي إلا على منتخب قطر فقط فيما تعادل سلبيا أمام السعودية والإمارات وجمع خمس نقاط فقط من مجموع تسع نقاط في حين أن المنتخب العماني صاحب الأرض والجمهور كان قد تأهل بكل جدارة واستحقاق للمرحلة الحالية في نصف النهائي بعد أن جندل المنتخب العراقي برباعية قاسية وتفوق على منتخب البحرين بهدفين نظيفين وكان قد تعادل في لقاء الافتتاح أمام المنتخب الكويتي سلبياً وهذا يعطيه الأفضلية في لقاء الليلة بحكم أن مهاجميه قد أحرزوا سبعة أهداف نظيفة في المباريات الثلاث دون أن تهتز شباكهم فيما أحرز هجوم قطر هدفين فقد في المباريات الثلاث واستقبلت شباكه هدفاً واحداً ورغم أن كل الترشيحات تنصب لمصلحة المنتخب العماني بحكم ما سبق أن أشرنا إليه وحسب عطاءات المنتخبين في الدور التمهيدي إلى أننا نقول بأن مباريات خروج المهزوم لا تخضع لأي معايير أو حسابات وقد يحرز المنتخب القطري هدفاً من هجمة مرتدة ويستميت في الدفاع عنه حتى نهاية المباراة ويتأهل عن طريق المنتخب العماني فكل شيء وارد في قاموس كرة القدم ولكن ما نستطيع أن نؤكده هنا هو أن المباراة لن تكون سهلة على أي من الفريقين بل هي ستكون حربا شعواء لا هوادة فيها سيكون النصر فيها للفريق الأقل أخطاء والأكثر قدرة على الاستفادة من الفرص المتاحة أمام مرمى الفريق الآخر يلعب المنتخب العماني بكوكبته المعروفة بقيادة حارسه الدولي العالمي علي الحبسي ومحمد ربيع وعماد الحوسني وخليفة عائل وبدر الميمني وفوزي بشير والهداف حسن ربيع وبقية العقد النضيد، فيما يقود منتخب قطر حارسه محمد صقر وبجانبه إبراهيم ماجد وماركو أنطونيو وسيعود قائد الفريق عبدالله كوني بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن لقاء اليمن وهنالك طلال البلوشي وبلال محمد سعد ووليد الجاسم وخلفان إبراهيم ومحمد صديق وحسين ياسر وسيبستيان سوريا وتتباين الطموحات بين المنتخبين وهما يدخلان إلى موقعة نصف النهائي فالمنتخب العماني يطمع في الفوز والتأهل إلى المباراة النهائية لكي يسعى إلى تحقيق اللقب الأول في تاريخه بعد أن عبس له الحظ مرتين فيما يطمع القطريون في أن يصلوا إلى المباراة النهائية عبر جسر عمان لكي يحققوا اللقب الثالث في تاريخهم بعد أن فازوا بالبطولة أعوام 92 و2004 في الدوحة فلمن ستقرع أجراس النصر الليلة في هذه الموقعة الشرسة؟. السعودية ×الكويت وفي المباراة الثانية ضمن مباريات نصف النهائي الليلة والتي منتخبنا ونظيره الكويتي فإننا نقول بأن المباراة ستكون قوية مثيرة شرسة طافحة بالندية والحماس المتدفق والأداء الرجولي طوال شوطيها ويخطئ من يظن أو يضمن تأهل المنتخب السعودي إلى المباراة النهائية في البطولة على حساب المنتخب الكويتي عطفا على ما قدمه المنتخبان في الأدوار التمهيدية وذلك لأن مثل هذه المباريات يصعب التكهن بنتيجتها مهما كان التفاوت في المستوى بين المنتخبين من النواحي العناصرية والفنية ورغم تكامل خطوط المنتخب السعودي وتميزه وتمتعه بنجوم سوبر استار، إلا أننا نستطيع أن نؤكد بأن المنتخب الكويتي لن يكون صيداً سهلاً حتى لو كان الشيخ أحمد فهد الأحمد قد أكد بأنهم لم يأتوا للمنافسة على لقب هذه البطولة فهذه قد تكون خدعة إعلامية كبيرة القصد منها تضليل لاعبي المنتخب السعودي لإضعافهم وظهورهم بالمظهر المتواضع حتى يحقق المنتخب الكويتي مبتغاة من هذه المواجهة التي تعتبر هي المواجهة الأهم في مشوار المنتخب الكويتي نحو بلوغ الغايات المنشودة والمعروف أن المنتخب السعودي كان قد تأهل إلى هذه المرحلة بعد أن جمع سبع نقاط في رصيده تصدر بها فرق المجموعة الأولى بكل جدارة بعد فوزه الساحق الكبير على المنتخب اليمني الجريح بستة أهداف دون مقابل ومن ثم فوزه الأكثر إبهارا على حامل اللقب المنتخب الإيراني بثلاثية ولا أجمل وهي الثلاثية التي عجلت برحيل المنتخب الإماراتي ومغادرته مكرهاً لأسوار البطولة بأمر المنتخب السعودي الذي أبلى لاعبوه بلاء حسناً في الدور التمهيدي رغم البداية المتواضعة أمام منتخب قطر في لقاء الافتتاح وهو اللقاء الذي انتهى بالتعادل السلبي بدون أهداف، أما المنتخب الكويتي فهو قد قدم صورة متميزة في الدور التمهيدي ضمن فرق المجموعة القانية حيث جمع خمس نقاط في رصيده بعد فوزه على منتخب البحرين بهدف واحد وتعادله في الافتتاح أمام المنتخب العماني المستضيف سلبياً ومن ثم كرر تعادله أمام منتخب العراق بهدف لكل فريق ليتفوق على أقرانه المنتخب البحريني ونظيره العراقي بفارق نقطتين عن الثالث البحرين وأربع نقاط عن العراق ليرافق منتخبنا الوطني إلى مرحلة نصف النهائي الليلة وهي المباراة التي من المنتظر أن تكون اختبار حقيقي لقدرات لاعبي الكويت في مباريات هذه الدورة والمباراة دون شك ستكون حامية الوطيس على خط اللمس بين المدربين السعودي الوطني ناصر الجوهر ومدرب الكويت الوطني محمد إبراهيم ومشهود له من خلال مشاويره مع نادي القادسية والمنتخب الأولمبي الكويتي والمنتخب الكويتي الأول فهل يكون التفوق للوطني السعودي ناصر الجوهر أم للوطني الكويتي محمد إبراهيم؟ يقود المنتخب السعودي في لقاء الليلة الحارس الشجاع وليد عبد الله ويقف أمامه في خط الدفاع أسامة هوساوي وماجد المرشدي كقلبي دفاع وفي أطراف الدفاع عبدالله الشهيل وفي وسط الملعب يعود اللاعب الجوكر عبده عطيف بعد الإيقاف الذي حرمه من لقاء الإمارات الماضي وسيعود معه اللاعب أحمد الموسى الذي أقعدته الإصابة عن لقاء المنتخب الإماراتي وبجانبهما أحمد عطيف وخالد عزيز جندي المنتخب السعودي المجهول وركيزته الأساسية في وظيفة المحور وفي خط المقدمة يتواجد الثنائي مالك معاذ الذي نتوقع أن تكون الليلة ليلته وبجانبه القناص ياسر القحطاني، وفي دوائر المنتخب الكويتي فهو سيلعب بكوكبته التقليدية التي يقودها الحارس المتألق نواف الخالدي ومعه فهد الرشيدي وأحمد عجب ومساعد ندى وبدر المطوع وخالد خلف وغيرهم ويعتمد المدرب محمد إبراهيم على انطلاقات الظهيرين وهي قد تحرجه كثيراً في لقاء الليلة بحكم أن المنتخب السعودي يمتلك نجوماً متميزة تتمتع بالسرعة والقوة واستغلال المساحات الفارغة في أطراف الدفاع. نحن نتمنى أن تخرج المباراة في ثوب قشيب وصورة ممتعة لكل النظارة وأن يكون الفوز في نهاية الأمر شكله سعودي حتى لا يفقد النهائي معناه الحقيقي بتواجد منتخب في قامة المنتخب السعودي الذي يعتبر فاكهة النهائيات فلمن سيكتب الفوز في هذه الموقعة الصعبة؟ إنه السؤال العريض الذي لا يملك إجابة إلا من لاعبي الفريقين وحدهم لأن الكرة تمر من تحت أقدامهم.