أوضاعنا هذه الأيام لا تسر، فنحن ما بين دمعة طفل مذبوح أو عجوز مضرجة بدمائها وبين دمعة شاب يبكي لخسارة فريق لكرة القدم. وباستثناء بعض الأقلام التي أخذت تبرر لإسرائيل أفعالها الإرهابية بالبحث عن طرف فلسطيني لتلقي اللوم عليه، فإن كل مسلم يتألم لما يقع على إخواننا وأخواتنا في غزة، وكل مسلم يتمنى أن يقدم شيئاً لهم، ولكنه يقف حائرا حول ماهية هذه المساعدة، ولسان حاله يقول: "وهل أملك غير الألم وتكرار نفس الاسطوانة التي أرددها مع كل من أقابل حول سوء الوضع وبشاعة الجريمة؟" الجواب هو نعم، تملك الكثير، ولا تقل بأن الجهد أياً كان قليل، فهو سيكون بالتأكيد أفضل من (لا شيء). ولأننا اليوم أصبحنا نعيش في عالم يصل الخبر فيه للملايين بجزء من الثانية وفي عصر أصبح تلميع الصورة في وسائل الإعلام فيه أهم بكثير من الواقع لدى معظم الدول فإن ما يقوم به شباب وشابات مسلمون من نشاط ملموس هذه الأيام على مواقع الإنترنت الشهيرة مثل الفيسبوك واليوتيوب لإيضاح الصورة لمن لا يعرفها حول جرائم الكيان الصهيوني لأمر يسهم في زيادة عدد المعارضين للظلم في العالم أجمع. وأتمنى ألا يأتي من يقول بأن إسرائيل لا تهتم بصورتها لأن المدقق سيكتشف أننا من لا يفعل ذلك أما هم فقد استخدموا كل الوسائل لإيهام العالم بأن حربهم مبررة وللدفاع عن النفس. فلنكتب في المنتديات العالمية الكبرى ولنضع روابط في قسم الردود على صفحات النقاش في الصحف العالمية وقنوات الأخبار ومواقع الفيسبوك واليوتيوب. تبرع بمالك أو ادع لأهل غزة أو اكتب بالإنترنت.. المهم، أن تفعل شيئاً.