أنفقت المملكة مبلغ 9مليارات ريال ( 2.7مليار دولار) على تطوير التعليم العام لعام 1429ه، ويتمثل ذلك في مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام، والذي يشمل تطوير المناهج التعليمية وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات وتحسين البيئة التعليمية وإعداد برنامج النشاط غير الصفي لطلاب يتجاوز عددهم خمسة ملايين طالب وطالبة، وتأهيل ما يزيد عن 400ألف معلم ومعلمة للعملية التعليمية، كما حددت وزارة التربية والتعليم العديد من الخطوات الاستراتيجية لتنفيذ هذا المشروع الضخم الذي يستهدف العملية التعليمية في كافة جوانبها سواء الطالب أو المعلم أو المناهج أو الأنشطة أو البيئة التعليمية برمتها. ونتيجة لذلك فقد بدأت المدارس المعتمدة في المشروع تقطف ثمار هذا المشروع، حيث كانت المدرسة الثانوية (48) للبنات بالرياض قد قطفت باكورة إنتاجها من تطوير مواهب وقدرات طالباتها في العديد من الأنشطة المدرسية ورمت خلفها العديد من المشاكل المدرسية المزمنة، حيث تعد الثانوية (48) للبنات أول مدرسة ثانوية للبنات بالرياض يتم اعتمادها رسمياً ضمن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام، فقد تأهلت كل من الطالبتين خولة السويلم وجهاد الحميد ل (ملتقى القيادات الشابة) على مستوى دول الخليج للمشاركة بورقة عمل في ملتقى القيادات الشابة وقد أثبتت الطالبات سماتهن القيادية. وقالت الطالبة خولة السويلم: لقد أصبحت المدرسة مكاناً رائعاً مفعماً بالحيوية والنشاط والابتكار نتيجة الانخراط في أنشطة الأندية التي تساعد على تفجير الطاقات والمواهب الكامنة لدى الطالبات، كما أن إعطاء الطالبات الحرية في إبداء الرأي والتفكير منحنا زخماً من الإبداع حفزنا على المزيد من المثابرة، وأشكر كل من وقفوا وراء هذا الجهد وعلى وجه الخصوص مديرة المدرسة الأستاذة موضي العلي ورائدة النشاط الأستاذة نورة العتيبي، كما استفدنا من النشاط غير الصفي الذي يوفره تطوير التهيئة لسوق العمل من خلال نادي التدريب والمهارات والتي كانت أبرز دوراته دورة ديل كارينجي العالمية والتي تقدم في عدد من مدارس تطوير على أيدي مدربين دوليين. كما قدم نادي الابتكار والاختراع بالثانوية دورة في الروبوتكس بواسطة الطالبة مزنة الدوسري، والتي استقت المادة النظرية من فريق النادي السعودي للروبوتكس من خلال عروض الفلاشات ومقاطع الفيديو، كما قدمن الطالبات نماذج مشرفة في العمل التطوعي والانخراط في المجتمع من خلال المشاركات الفعالة لنادي قلب واحد الخيري التطوعي بالمدرسة أول النوادي الاجتماعية في مدارس تطوير، الذي يهدف إلى توظيف الطاقات الشبابية في الأعمال الخيرية والإنسانية باختلاف قنواتها وتمكين المجتمع من الاستفادة منها، وذلك من خلال زيارات المعايدة التي قام بها النادي وخاصة معايدة مركز أورام السرطان للأطفال في عيد الفطر ومركز التأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة في عيد الأضحى، وقد شملت الزيارات العديد من الأنشطة والأركان التي قوبلت بالفرح والبهجة في أجواء من الاحتفالية رسمها أعضاء نادي قلب واحد التطوعي على وجوه النزيلات، حيث قدمت رئيسة النادي الطالبة نورة الأحمد عدداً من الأفكار والمقترحات وقامت الطالبات والنزيلات بالمشاركة في تنفيذها وذلك لتعزيز الجانب الإنساني والخيري لدى الطالبات وتوجيه تلك الطاقات في الطريق السليم والمثمر. وقد عبرت الطالبة نورة الأحمد عن سعادتها بقولها: "يكفينا فخراً أن هذا المشروع يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين فقد قام هذا المشروع بإبراز المواهب المدفونة لدى الطالبات ليس في مجال واحد فحسب، حيث ساهم في إطلاق العنان للعديد من الأفكار لتطبيقها على أرض الواقع حتى أصبحت ذات نتائج ملموسة، ورائعة ونادي قلب واحد التطوعي ما هو إلا مثال بسيط على هذه الجهود" وأخيراً فقد استطاع مشروع تطوير تحويل المدرسة إلى بيئة تربوية جاذبة حدث كثيراً من غياب الطالبات فأصبح الهدف خلق جليل قادر على التعلم بمخرجات تعليمية ومهارية تخوله من سد حاجات سوق العمل.