كثفت (إسرائيل) أمس عدوانها الهمجي على قطاع غزة مع توغل عشرات الدبابات باتجاه خان يونس وشن غارات جوية على غزة ومدينة رفح بالقرب من الحدود مع مصر فيما ارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان إلى أكثر من 700شهيد. وتوغلت عشرات الدبابات الإسرائيلية المدعومة بمروحيات فجر الخميس في جنوب القطاع عند نقطة (كيسوفيم) واتجهت نحو مدينة خان يونس، فيما كانت الطائرات الإسرائيلية تهاجم أهدافاً في مدينة رفح قرب الحدود مع مصر ما دفع عشرات المصريين إلى مغادرة منازلهم التي تضررت بفعل الغارات. وكاد تطور في جنوب لبنان أمس ان يشعل الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية حيث اطلق "مجهولون" رشقة من صواريخ "كاتيوشا" قديمة باتجاه نهاريا في شمال فلسطينالمحتلة ما أصاب عدداً من الإسرائيليين. ورد الإسرائيليون بإطلاق عدد من قذائف المدفعية وأعلنوا حالة الاستنفار. من جانبه نفى الوزير الذي يمثل حزب الله في الحكومة اللبنانية محمد فنيش لوكالة فرانس برس أية علاقة لحزبه بعملية اطلاق الصواريخ. وقال الوزير فنيش "حزب الله لم يكن على علم باطلاق الصواريخ". واضاف "معروف عن حزب الله انه لا يتردد في الاعلان عن أي عمل يقوم به". من ناحيتها، نفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة ومقرها في دمشق علاقتها باطلاق الصواريخ الخميس مؤكدة انها "لا تدين" هذا النوع من الأعمال. وقال مسؤولون لبنانيون ان هذا العمل "من تدبير أطراف متضررة من استمرار الاستقرار في لبنان". واعلن متحدث عسكري اسرائيلي مقتل ضابط اسرائيلي الخميس في شمال قطاع غزة برصاص مقاومين فلسطينيين، ما يرفع الى ثلاثة عدد الجنود الاسرائيليين الذين قتلوا في مواجهات الخميس. وقال المتحدث ان هذا الضابط برتبة ليفتنانت وقد قتل خلال تبادل للنار مع مجموعة من الفلسطينيين "اصيب" العديد منهم، لافتا الى اصابة جندي بجروح طفيفة في هذه المواجهة. وكان جندي في وحدة مدرعات وضابط اخر قتلا في معارك مع مقاومين فلسطينيين في القسم الشمالي من قطاع غزة، وفق ما اعلن المتحدث. وبذلك يرتفع الى عشرة عدد العسكريين الاسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في 27كانون الاول/ديسمبر. وعلقت "الأونروا" أمس عملياتها في قطاع غزة بسبب العدوان وارتفع عدد الضحايا إلى 763بعد انتشال 50جثة من تحت الأنقاض شمالي غزة. وفي الوقت نفسه أعلنت (اسرائيل) ارسال مبعوثين أمس إلى القاهرة للبحث في مقترحات وقف اطلاق النار التي قدمتها مصر وفرنسا. من جانب آخر توصل وزراء الخارجية الغربيون والعرب الخميس الى توافق على مشروع قرار يهدف الى ارساء وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة بحسب ما اعلن الممثل الدائم للفلسطينيين في الاممالمتحدة رياض منصور. وقال منصور للصحافيين "هناك اتفاق، تم قبول التعديلات العربية". وكان يشير الى مشروع قرار اعدته بريطانيا واقترح الوزراء العرب اجراء تعديلات عليه. واوضح دبلوماسيون ان الصيغة المعدلة للنص "تشدد على ضرورة وتدعو الى وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة". وكانت ليبيا أعدت مشروع قرار سابق ورفعته إلى مجلس الأمن من دون أن يتم تبنيه. فيما أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس ان فرنسا والمانيا على استعداد "لاتخاذ مبادرة مشتركة" للمساعدة على إحلال السلام في الشرق الأوسط، مكررا ان الأسلحة يجب "ان تصمت" وعلى اسرائيل ان تنسحب من غزة "بأسرع ما يمكن". من جانبها دعت وزارة الخارجية الأميركية أمس اسرائيل الى تمديد فترات التهدئة الإنسانية في قطاع غزة لتسهيل وصول المساعدات العاجلة، متحدثة عن وضع انساني "رهيب" في الأراضي الفلسطينية المحاصرة. في لندن، اكدت صحيفة "تايمز" البريطانية أمس ان (إسرائيل) استخدمت قنابل بالفوسفور الأبيض تعتبر من الذخائر المحرمة في عدوانها. وذكرت الصحيفة انها تعرفت إلى قذائف بالفوسفور الأبيض على صور اوردتها الصحف لمخزونات ذخائر للجيش الإسرائيلي التقطت الاسبوع الماضي عند الحدود مع غزة وتتسبب هذه القذائف بحروق وتدمر الكبد والقلب والكليتين.