سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غزة: المقاومة تتصدى ببسالة لقوات الغزو الإسرائيلية في مختلف المحاور (حماس) تعتمد على تكتيكات قتال الشوارع وتعتبر مجلس الأمن منحازاً تماماً لإسرائيل .. باراك يهدد بتوسيع العدوان
بعد أسبوع من الحرب الجوية الشرسة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد السكان الفلسطينيين في قطاع غزة وأدت إلى استشهاد 465فلسطينياً وإصابة أكثر من 2400بجراح، قرعت إسرائيل طبول حربها البرية معلنة عن بدء المرحلة الثانية من "الرصاص المسكوب"، حيث تقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي في عدة محاور من قطاع غزة، وروى شهود عيان ان الدبابات الاسرائيلية توغلت من شرق مدينة غزة باتجاه جنوبها حيث تتمركز دبابات اسرائيلية على طريق مستعمرة نتساريم - كارني جنوبالمدينة وسط اطلاق نار كثيف من قبل الدبابات التي واصلت اطلاق القذائف المدفعية ما ادى الى وقوع اصابات في صفوف الفلسطينيين المدنيين. وسقط أمس أكثر من 47فلسطينياً شهداء وأكثر من 200جرحى بينهم أطفال ونساء. ودارت اعنف الاشتباكات مع القوات المعتدية في حي الزيتون وحي الشجاعية حيث قام المقاومون باطلاق العشرات من قذائف الهاون باتجاه القوات المتوغلة والتي اعترفت باصابة نحو ثلاثين جنديا بجراح، بينهم 2بجراح خطيرة. وفي وقت لاحق اعترفت بمقتل ضابط من المعتدين. وفي بلدة بيت حانون توغلت الدبابات مئات الامتار واغلقت الطريق الذي يربط البلدة بمدينة غزة دون ان تدخل الدبابات الى حدود البلدة فيما قال شهود عيان ان جيش الاحتلال الاسرائيلي وصل الى منطقة المدرسة الامريكية شمال بيت لاهيا وهي المحور الثالث لعملية التوغل. وقد سقط خلال الساعات الأولى من العملية البرية في قطاع غزة أربعة شهداء في بيت حانون واثنان في منطقة السيفا ببيت لاهيا وثلاثة شهداء في حي الشجاعية وكانت اخر الغارات وقعت في المنطقة الغربية من خانيونس حيث استهد المقاوم من حماس محمد الحيلة واصيب اخر بجراح. وفي مدينة رفح توغلت الدبابات في محيط المطار وسط اطلاق نار كثيف وقذائف مدفعية الامر الذي ادى الى استشهاد مقاوم واصابة عدد اخر من المواطنين. وقال الاحتلال إن الهدف من التوغل البري السيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ الفلسطينية فيما تواصلت الغارات الجوية مع دخول العمليات يومها التاسع التي أوقعت 465شهيدا وأكثر من 2400جريح. وقد قصفت طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية اكثر من 45هدفا في انحاء القطاع بينها انفاق ومستودعات تدعي انها "للذخيرة" ومجموعات مقاومين فلسطينيين. وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعلنت أنها قتلت وجرحت عدداً من جنود الاحتلال مع بدء المرحلة البرية من العدوان على قطاع غزة، وأعلن تلفزيون الأقصى التابع لحماس أن المقاومة تمكنت من قتل خمسة جنود إسرائيليين بغزة. وقال القيادي بحماس إسماعيل رضوان إن حركته تجهز "بيان النصر توا وفورا، لأن غزة ستكون مقبرة لكم (جيش الاحتلال)، بإذن الله فانتظروا فإن غدا لناظره لقريب". وشدد رضوان في مؤتمر صحافي على أن عناصر المقاومة لن تغادر ساحة القتال وأنهم سيقاتلون "حتى آخر رمق". وكانت كتائب القسام الذراع العسكري لحماس أعلنت في بيان لها، أن الاحتلال دفع بجنوده إلى "فخ" نصبه له مقاتلو المقاومة، كما أكدت أن "جندي الاحتلال أمامه أربعة خيارات في دخول غزة، الأول أنه قد يقتل أو يقع في الأسر أو يتعرض لإعاقة دائمة أو يعود إلى بيته مصابا بمرض نفسي". واعتبرت حركة المقاومة الاسلامية حماس أن رفض مجلس الأمن الدولي إصدار قرار يدين العدوان الاسرائيلي على غزة، ويطالب بإيقافه، يعد مهزلة حقيقية، ويوضح مدى هيمنة امريكا والاحتلال الاسرائيلي على قرارات المجلس، وانحيازه التام للاحتلال. وقال فوزي برهوم الناطق باسم حماس في تصريح له تلقت "الرياض" نسخة منه: "إن ما صدر عن مجلس الأمن في جلسته التي انعقدت أمس الأول "إنما يؤكد على انحيازه التام لاسرائيل"، وهو يشكل غطاء للعدوان على غزة، ويعطي فرصة للاحتلال لاستكمال مجزرته فيها". من جهته اخرى، اطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة 32صاروخا وقذيفة هاون على الاقل على اسرائيل مما ادى الى اصابة ثلاثة اشخاص بجروح طفيفة، حسبما افاد الجيش ومصادر طبية. وقد اصاب احد الصواريخ منزلا في سديروت قرب الحدود مع غزة مما تسبب باصابة امرأة من سكانه بجروح طفيفة. وتعتبر المدينة الواقعة جنوب اسرائيل الاكثر تضررا بالصواريخ الفلسطينية التي تطلق منذ عام 2001.كما جرت معالجة شخصين آخرين بجروح طفيفة - احدهما في مدينة اشدود والاخر في كيبوتس نير عوز. وقال الجيش ان 12صاروخا على الاقل كانت من صواريخ غراد الاطول مدى وسقطت بالقرب من اشدود وبلدات اوفاكيم ونتيفوت. في المقابل أعلن وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك أن قواته مستعدة لأي تطور على الحدود مع لبنان، وأكد باراك أن الحملة العسكرية لن تكون قصيرة أو سهلة، مضيفاً: "إننا لا نسعى إلى الحرب لكننا لن نتخلى عن مواطنينا" مع استمرار هجمات حماس. اسرائيل تستدعي عشرات آلاف الجنود وتستعد لمرحلة ثالثة وذكرت مصادر صحافية اسرائيلية ان سلطات الاحتلال بدأت باستدعاء عشرات الالاف من جنود الاحتياط للمشاركة في العملية العسكرية البرية على قطاع غزة، موضحة انه سيتم تجنيد الجنود في الوحدات القتالية وفي الجبهة الداخلية الاسرائيلية. وجاء في بيان عسكري صادر عن جيش الاحتلال كما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان جيش الاحتلال مستعد لتنفيذ المرحلة الثالثة من هذه العملية كلما اقتضت الضرورة ذلك، كما سيتم ايضا تحديث وحدات مخازن الطوارئ والمعدات العسكرية. وقرر قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الميجر جنرال يوئاف غالانت الذي يقود العدوان البري توسيع المناطق التي تعتبر مناطق عسكرية مغلقة في محيط قطاع غزة. وستغلق جميع المناطق الواقعة الى الغرب من سديروت وأوفاكيم ونيتفوت أمام حركة السير ولن يسمح إلا لسكان تلك المنطقة بدخولها إلا بإذن من قيادة الجبهة الداخلية، كما واعلنت قيادة جيش الاحتلال عن حالة تأهب عالية في الجبهة الشمالية وفي المنطقة الوسطى. وأشار متحدث باسم الاحتلال إلى أن الهجوم على قطاع غزة سيستغرق "عدة أيام طويلة"، موضحا أن أعدادا كبيرة من القوات تشارك في العملية منها المشاة والدبابات وسلاح المهندسين والمدفعية. وأسقطت طائرة إسرائيلية قنبلة على مقر أمني يتبع للحكومة الفلسطينية المقالة فدمرته بالكامل، وقال المتحدث باسم كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أبو ثائر إن المقاومة الفلسطينية ستتصدى للتوغل البري الإسرائيلي وستكشف المفاجأة التي لا يتوقعها العدو الإسرائيلي. وأضاف أبو ثائر في تصريحات له أن فصائل المقاومة على استعداد للمواجهة، والجيش الإسرائيلي هو الخاسر من العمليات البرية، والمقاومة لن تنكسر.