"اضطر أعضاء فريق كرة السلة الإسرائيلي "بني هاشارون" إلى الهرب باتجاه غرف الغيار قبل بدء مباراتهم ضد فريق "تيرك تلكوم" التركي ضمن مباريات كأس أوروبا لكرة السلة، بعد سماعهم صرخات الاحتجاج والاستنكار للعدوان الإسرائيلي على غزة من مئات المشجعين الأتراك الغاضبين". العجيب أن بعض الجمهور ألقى بأحذيته على اللاعبين في صور نشرتها المواقع الإلكترونية وبعض الصحف، هذا هو الحادث الثاني الذي يتولى فيه الحذاء ترجمة الموقف الثائر ضد العدوان، واللافت أن الحادثين حصلا في وقت متقارب وكردة فعل على الحروب والانتهاكات الإنسانية التي تحدث في العراق وفلسطين، في حادث بوش كان الأمر من رجل صحفي فعاب عليه البعض أن هذه ليست لغة الصحافة، أما هذه المرة فكانت من رجال شارع ومشجعي رياضة تفاوتت مستوياتهم التعليمية وفئاتهم العمرية واتفقوا جميعاً على رفض الظلم. هذه الحادثة "جميلة" برأيي، ولا أستطيع سوى التلويح بحب للجمهور التركي الذي عبر عن رفضه للتواجد الإسرائيلي في بلاده، وعبر مرة أخرى عن رفضه لإقامة أي لعبة معه في الحين الذي يقتل فيه الأبرياء والعزل في غزة. لا يمكن للاعبين من النادي المرفوض أن ينسوا هذا الرفض والاستقبال السيئ ولا يمكن لهذه المواقف العالمية الرافضة للعدوان أن لا تؤدي لنتيجة في مسار القضية الفلسطينية. قد يقول قائل إن التصرف غير حضاري ولا يتفق مع ثقافة الحوار التي ندعو إليها دائماً بين المتخالفين.. لكني أظن رمي الحذاء في وجه أبناء شعب "محتل" يرمي بالقنابل أجساد أطفالنا على مدى أكثر من ستين عاماً هو أجمل تصرف حضاري ممكن..