الاستخارة والاستشارة أمران لا بد منهما قبل أن تقدم على استقدام عمالة منزلية فالسادة القادمون هاربون. هاربون ورجاءً أن لا يقول أحد لسوء المعاملة فقد جلسوا في صدور المنازل ونحن في أطرافها!! وحل هذه المشكلة ليس بيدك فقد أمُرنا بزيادة رواتبهم وزدناها طائعين مطيعين ولم يرضوا علينا وأصبحت العملية طردية أنت ككفيل تدفع 1000ريال يهرب العامل ليحصل على 1500ريال، أنت تدفع 1500يهرب ليحصل على 2000وهكذا وستصل الحال لأن تتقارب رواتبهم مع رواتب موظفي كبار الدولة!! وعدم تشغيلك للعمالة الهاربة أيضاً ليس حلاً فأنت بحاجة هذه العمالة فلو افترضنا أننا استغنينا عن الخادمة وجملنا الصورة إرضاء لخواطرنا بأن عمل المرأة في تنظيف منزلها ضمن أفضل عشرة برامج لتخفيف الوزن والمحافظة على رشاقة الجسم وإن كان الرجال يحتاجون لمثل هذا البرنامج لذا عليهم المشاركة فيه، قلنا إن استغنينا عن الخادمة فما العمل في السائق؟! ماذا يفعلن نصف المجتمع اللائي أصبحن خاضعات لمزاج السائقين فهو سي السيد وهناك مواقف مضحكة مبكية لما تتعرض له المرأة جراء هذه الحاجة لهذا الرجل - السائق - هل تستقدم سائقا ويهرب وتستقدم آخر ويهرب وهكذا ..من سيدفع لها تكاليف الاستقدام ونحن لا نعوض عند هروب العمالة حتى لو أحضرنا شهادة حسن سيرة وسلوك معهم بل هم لهم الحق للتنقل في ربوع بلادي كيفما شاءوا وعندما يتم القبض عليه بفضل الصدف يلزم الكفيل بتوفير تذكرة السفر!! والعامل لا يعاقب على هروبه أو خسارة الكفيل بأي عقوبة جزاء فعله وردعاً لغيره، بل أنت ستغرم لو شغلت عاملا ليس على كفالتك وبهذا دخلنا دوامة نقل الكفالة وهروب العامل فيما بعد فأنت لا تعطي مدة كافية لتجريبه استغلالاً لحاجتك فإما تنقله مباشرة أو تتركه. والخسائر لا تقف عند الماديات بل ضغط الأعصاب التي تتعرض له وبما أننا اتفقنا على تجميل الصورة لنقبلها فسندرج هذا الوضع تحت دورة مكثفة لضبط الأعصاب وإدارة الأزمات وستنجح في هذه الدورة عندما تملك اعصابك وعامل يعرض عليك وجود خادمة لديه من جنسية بعيدة عن جنسيته!! الوضع متداخل ومتشابك وكأنك أمام فيديو كليب مهمة المخرج أن يلعب في الصورة حتى تصاب بدوخة تعيقك عن الرؤية فتؤثر تلقائياً على سمعك فلا أنت الذي شاهدت ولا سمعت ولكن هذا الوضع حالنا نحن ولكنه بالتأكيد ليس حال وزارة العمل فحبذا لو ساعدتنا لتوضيح الصورة. هناك إعلان تلفزيوني يبث عبر عدة قنوات بعنوان (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) يتوجه لنا للرحمة بالعمالة .. أنا أطالب بأن نتكاتف ونعمل إعلاناً نبثه في قنواتهم فهم مَن عليهم رحمتنا وليس نحن.