التعاطي مع موضوع هروب المكفول يجب أن نتناوله بطريقة أكثر مرونة وإنصافا لكل الأطراف، فالواضح أن حقوق الكفيل هي التي تضيع بعد أن كان البعض يدعي أن حق السائق أو العامل الهارب يجب أن يصان، وحقيقة لا أستطيع أن أستوعب كيف يكون لسائق هارب حق على مواطن استقدمه ودفع مبالغ طائلة لاستقدامه واستخراج إقامته واستخرج له رخصة قيادة وانتظم في دفع رواتبه ثم هرب السائق بحثا عن راتب أفضل من شخص لم يتكلف بأي ثمن لاستقدامه ومن الطبيعي أن يغريه بزيادة بسيطة، وقام الكفيل بالتبليغ عن هروبه بطريقة نظامية ومضت المهلة ولم يجده وأصبح الطرف الخاسر، ثم إذا حن السائق لأهله وقرر السفر سلم نفسه ليسافر على حساب الكفيل الخاسر!!. قد يكون الشك في دور للكفيل في ادعاء هروب العامل (غير السائق) مقبولا، أما السائق تحديدا فهو عملة نادرة مطلوبة لا يمكن لشخص أن يستقدمه ويتركه سائبا ولا أن يحرمه من حقوقه ولابد من التفريق بين تاجر تأشيرات يستقدم عمالا لمؤسسة صغيرة أو وهمية ويهملهم ويحرمهم حقوقهم، وبين رب منزل يستقدم سائقا هو في أمس الحاجة إليه، ولو حرمه راتب يوم لرفض العمل وعطل مصالحه ومصالح عائلته ومدارس أولاده. لدي الكثير من الشكاوى من مواطنين بلغوا عن هروب سائق منذ سنوات ثم فجأة يحضر السائق للمنزل مطالبا بتذكرة سفر وخروج نهائي وكأن هؤلاء العمالة يدركون جيدا أن أقصى ما سيتم عند القبض عليهم بعد التبليغ هو استدعاء الكفيل لدفع التذكرة وإنهاء إجراءات سفرهم رغم عدم استفادته منهم، وهذا في حد ذاته ظلم للمواطن وليس من حقوق الإنسان في شيء. يقول طبيب: عندما جاء سائقي الهارب متبجحاً في المستشفى الذي أعمل به يريد تذكرة، ويهددني، طلبت من أمن المنشأة التحفظ عليه، لكنني لم أجد من يقبل استلامه واحتجازه لأخذ حقي وتسفيره على حساب من شغله لسنوات، وشعرت بضعف موقفي عندما نظر إلي السائق ضاحكا وقال: (اعطني التذكرة قبل أن أدعي أنك لم تدفع رواتبي فتدفع أكثر!!) لابد من الالتفات لهذا الأمر بعدل وحزم وعقوبة هروب رادعة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة www.alehaidib.com