تعمدت إسرائيل القيام بعدوان همجي على قطاع غزة يوم السبت الماضي 27ديسمبر من عامنا الحالي 2008م، وهو يوم العطلة الأسبوعية في العقيدة اليهودية التي تحرم فيه العمل، واختارته بعمد لتضفي على عدوانها عنصر المفاجأة. استخدمت إسرائيل في هجومها على قطاع غزة الطائرات من طراز اف 16، والطائرات العمودية من نوع اباتشي، ورمت على قطاع غزة 30صاروخاً على عدة أهداف، ادت الضربات الجوية الإسرائيلية التي بدأت وقت خروج الأطفال من المدارس إلى حالة من الخوف والهلع الشديد بين سكان قطاع غزة الذين خرجوا للبحث عن أطفالهم وسط دخان كثيف غطى كل أرجاء قطاع غزة. لم يأت هذا العدوان بشكل مفاجئ وإنما جاء نتيجة تخطيط استمر لعدة أسابيع ماضية ويهدف إلى تصعيد عسكري يمس الجوانب الإنسانية بقطاع غزة ويخل في نتائجه بالاستقرار في الشرق الأوسط خصوصاً وأن المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة اسفرت عن 300شهيد فلسطيني، وأكثر من 800جريح من بينهم 120إصابتهم خطيرة للغاية، وجاء ذلك نتيجة سلسلة من الهجمات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت كافة المقارات الأمنية التابعة لحكومة حركة حماس في داخل قطاع غزة وكذلك في مواقع كتائب القسام في موجة عدوان تعتبر الأعنف منذ بداية المواجهة المسلحة بين حركة المقاومة الفلسطينية وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن العمليات العسكرية التي تقوم بها تل أبيب ضد حركة حماس في قطاع غزة ستستمر حتى تحقق الأهداف التي ترمى إليها وهي القضاء المبرم على حركة حماس، وقد أجاب على إيهود باراك أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن طريق تعهده بالرد على هذه الجرائم الإسرائيلية بكل قوة، وأعلن عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية أنه تقرر عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب في القاهرة لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمطالبة بوقفه فوراً. ومن واشنطن صرَّح المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جوردون جوندرو بأن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ستستمر ما لم تتوقف حركة حماس عن إطلاق صواريخها صوب الأراضي الإسرائيلية، وطالب جوردون جوندرو بوقف ما اسماه الأنشطة الإرهابية للحفاظ على مستقبل الشعب الفلسطيني وطلب من إسرائيل تجنب استهداف المدنيين، وأعلن إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي من الصعب على الصواريخ المرسلة إلى قطاع غزة التفرقة بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية، وقد دفع هذا القول الرئاسة الفرنسية للوحدة الأوروبية إلى إدانة الاستخدام غير المتكافئ للقوة ودعت إسرائيل إلى وقف الهجوم على قطاع غزة وطالبت حماس إلى وقف إطلاق الصواريخ إلى إسرائيل ويدعو إلى وقف إطلاق النار ويطالب الطرفين إلى ضبط النفس وبذل الجهود الدولية للوصول إلى التهدئة، وأعلن قصر الاليزيه في باريس أن رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي في حالة قلق شديد بسبب تصعيد العنف في جنوب إسرائيل وفي قطاع غزة ويدين بشدة كل الاستفزازات غير المسؤولة التي اوصلت الحالة إلى هذا الوضع وكذلك اللجوء إلى القوة بصورة غير متلائمة مع الأوضاع وأعلن عن أسفه للخسائر المدنية الهائلة ويقدم التعازي لأسر الضحايا الأبرياء.. أعلنت بريطانيا عن قلقها البالغ من القارات التي قام بها الطيران الحربي الإسرائيلي على قطاع غزة وتطالب الحكومة الإسرائيلية إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وتدعو الفلسطينيين إلى وقف فوري لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية.. روسيا ترى من الضروري الإسراع إلى وقف العمليات الواسعة النطاق ضد قطاع غزة التي تسببت في سقوط العديد من الضحايا وانزلت بالمعاناة على الشعب الفلسطيني وتدعو موسكو في نفس الوقت قيادة حماس إلى وقف إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية. أكد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية أن إسرائيل مسؤولة عن التعامل اللاإنساني مع السكان الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال وأن هذا العدوان على قطاع غزة مدان من جميع الدول العربية وكذلك من جامعة الدول العربية. دعت مندوبة فلسطين في فرنسا هند خوري المجتمع الدولي إلى التدخل حتى يتم وقف الجحيم الدائر في قطاع غزة، وطالبت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته بإنزال العقوبة على إسرائيل التي تواصل عدوانها على الشعب الفلسطيني لتخدم بهذا العدوان الانتخابات التشريعية في إسرائيل المقرر قيامها في شهر فبراير من عام 2009م وقد دفع هذا الواقع رئيس حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية إلى التأكيد على أن الغارات الإسرائيلية التي اسفرت إلى استشهاد أكثر من 300شهيد لن تؤدي إلى إخضاع حركة حماس حتى لو ابادوا قطاع غزة.. دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامي حماس الشعب الفلسطيني إلى القيام بانتفاضة جديدة ضد إسرائيل بعد أن فشلت كل الخيارات التي تدعو إلى السلام.. وطُلب من السفير الليبي في الأممالمتحدة التقدم بطلب لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الأوضاع في قطاع غزة، وطالب عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية مجلس الأمن الدولي والرباعية الدولية بالتحرك السريع لتوفير الحماية اللازمة لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي كافة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة من أعمال العنف والاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل بصورة دائمة ومتعمدة. هناك اتصالات مكثفة مع سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون يطالب فيها العرب قيام الأممالمتحدة بدورها وتدور اتصالات عربية في نفس الوقت لعقد قمة عربية في قطر يوم الجمعة القادم 2يناير عام 2009م لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بهدف إيجاد موقف عربي ضد المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة.