هناك العدد من الأرقام والأحداث والشخصيات التي لا بد لنا من ذكرها إذا ما أردنا استعراض السينما السعودية خلال العام الميلادي 2008.في السابق، كانت السنة السينمائية لدى الخليجيين عامة، والسعوديين خاصة تتلخص في شهر فبراير من كل عام، حيث انعقاد دورة مسابقة أفلام من الإمارات في أبو ظبي، الوجهة الرئيسية التي يقصدها، وينتج لأجلها، معظم صناع الأفلام القصيرة في السعودية، وفي الدورة السابعة من هذه المسابقة، والتي عقدت ما بين السابع والعشرين من فبراير إلى الرابع من مارس، دخلت السعودية بثمانية أفلام فقط، كان من بينها الفيلم السعودي صاحب الإنجاز الأكبر في مسيرة السينما السعودية القصيرة من حيث عدد الجوائز، فيلم موسى الثنيان "بقايا طعام" المنتج من قبل المجموعة السينمائية السعودية الرائدة في عمل الأفلام القصيرة "القطيف فريندز"، حيث فاز الفيلم بالجائزة الأولى في المسابقة الخليجية البالغ قيمتها خمسين الف درهم. وبداية من العام الماضي، نقل الخليجيون والسعوديون انتماءهم السينمائي السابق لمسابقة أفلام من الإمارات، لوجهة جديدة داخل الإمارات نفسها، لعاصمة السينما الخليجية "دبي" حيث بدأت الدورة الأولى من مهرجان الخليج السينمائي المهتم بدعم وتشجيع صناعة الفيلم القصير والطويل أيضاً في المنطقة. وشاركت السعودية في الفترة ما بين الثالث عشر والثامن عشر من إبريل 2008بعشرين فيلم، كثاني أعلى مشاركة في المهرجان، من بينها فيلمان روائيان طويلان، هما "القرية المنسية" و"صباح الليل". وخرجت السعودية بجائزة يتيمة للمخرج بدر الحمود عن فيلمه "ابيض وأبيض" بالجائزة الثالثة في قسم أفلام الطلبة. وقد شهدت هذه السنة انطلاق مسابقة أفلام السعودية التي ينظمها نادي المنطقة الشرقيةالأدبي بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وقد وزعت نتائجها فكانت على النحو التالي: النخلة الذهبية من نصيب موسى آل ثنيان عن فيلمه "بقايا طعام" والفضية لعبدالله آل عياف عن "مطر" والبرونزية لبدر الحمود عن "بلا غمد"، وبلغ عدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية أربعة وثلاثين فيلما. انعقدت الدورة الأولى من المهرجان في الفترة من 20إلى 24مايو 2008.وفي شهر مايو أيضا، استحدثت جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، من خلال اللجنة المسرحية في الجمعية مسابقة سينمائية تحت مسمى "مهرجان الأفلام القصيرة للهواة" وانتزع الجائزة الأولى في المهرجان، والتي كانت تحت اسم "العرض المتكامل" فيلم "بقايا طعام". وفي شهر يوليو بدأ مهرجان جدة للأفلام بالتحضير للإعلان عن دورته الثالثة، والتي بلغ فيها مجملالأفلام المعروضة 70فيلما، مابين روائي قصير ووثائقي ورسومي من السعودية والخليج واليابان وبعض الدول الأوربية، وشهد المهرجان حضورا جماهيريا كبيراً تفاعل مع العروض بشكل إيجابي، وذهبت جائزة أفضل فيلم روائي ل"بقايا طعام" فيما ذهبت جائزة أفضل إخراج ومونتاج لماجد الربيعان عن فيلميه "توهان" و"حالة لمس". ويعد فيلم موسى آل ثنيان "بقايا طعام" بعد اكتساحه لجميع جوائز المهرجانات التي شارك بها أكثر فيلم سعودي نيلا للجوائز، كما أن فيلم عبدالله آل عياف "مطر" يعد أكثر فيلم سعودي شارك في مهرجانات سينمائية خارجية كبيرة ومعتبرة مثل مهرجاني بيروتودبي. ولم تكن كثرة المهرجانات السينمائية هي السمة الوحيدة للعام الماضي، بل شملت أيضا إنتاج أربعة أفلام سعودية طويلة، "وادي الأرواح" و"القرية المنسية" المرعبين، و"صباح الليل" و"مناحي" الكوميديين، والأخيرين تم عرضهما تجارياً في أكثر من مناسبة، في سابقة اجتماعية هي أبرز ما تم تحقيقه خلال الموسم الماضي في المملكة العربية السعودية التي لا زالت قفزاتها السينمائية مستمرة.