يقول المثل الصيني "إذا كنت لا تعرف إلى أين تذهب فكل الطرق تؤدي إلى هناك" وهذا هو الحال في كثير من احياء المدن اليوم حيث يتخبط الناس في النمط المعماري دون ان نصل الى نمط ندرك معه ان هذا هو النمط الذي نريد لمنازلنا وان تتوحد معه كل العناصر المعمارية وذلك بعد ان اضعنا الانماط المحلية للعمارة. واحسب اننا لو اغمضنا اعيننا ثم انتقلنا الى اي حي من احياء منطقة الرياض وبعدها انتقلنا الى وسط مدن الشرقية او الغربية او الوسطى لما يغير عليك فكل الطرق تؤدي الى هناك. لقد سعى الاجداد خلال السنين التي عاشوها مع العمارة في احداث انماط معمارية خاصة لكل منطقة، فالعمارة المحلية في نجد تميزت باستخدام الطين كمادة رئيسية فتشكلت احياء كاملة من هذه المادة وتنوعت عناصرها المعمارية التي تتناسب وهذا النمط البديع . وكذا في كل منطقة استخدمت مواد من البيئة ومع ما جرى من توحيد لنمط العمارة الذي يتبعه البناؤن هناك ويحسنون استخدامه ,فانتجت تلك الانماط و العناصر المعمارية التي نراها مصغرة في الجنادرية ،حيث قامت كل منطقة ببناء رموز لبعض عمارتها وتميزت كلها بروعة جمالها وحسن تصميمها ، وقد نبعت هذه العمارة من الحاجة الى مثل هذا النمط وذاك لا ان تكون زخارف دون وظيفة وفائدة لها كما هو في بعض الاشكال التي تتقمص روح الانماط السابقة دون ادراك لماهيتها وسبب ايجادها. انه لابد من ان تساعد الامانات والبلديات الافراد في ايجاد هوية معمارية لمدننا اليوم التي غدت دون هوية فتجد الفيلا في المزرعة كما تجدها في الجبل كما تجدها في القرى والهجر، لا بل في جدة حيث( جدة غير) تجدها فوق العمائر بنفس الاسلوب دون اعتبار للمكان. ان توحيد النمط يساعد على عنصر منهم في اقتصاد البناء وهو التقييس الذي نفتقده في عمارة المساكن حيث ان الحقيقة المرة التي نشاهدها اليوم هي ان كل منزل هو نمط فريد بذاته لا علاقة له بما جاوره من منازل فاصبحت صناعة البناء تعتمد على عمالة رديئة توجد في ورش بعدد المنازل مما انتج عمارة ذات جودة رديئة وانماط يصنعها الشرق والغرب.