تشكل الطرق السريعة المحاذية للمدارس خطراً كبيراً على الطلاب والطالبات الذين يذهبون إليها لتلقي العلم والمعرفة فقد سببت لهم هذه الطرق ذعراً شديداً إضافة لحالة القلق التي يعيشها أولياء أمورهم حتى يعود أطفالهم سالمين إلى منازلهم، فالقصور واضح من قبل القائمين على تخطيط بناء المدارس وكذلك إدارتي البلدية والنقل اللتين يفترض فيهما أن توافر أقل حقوق المواطن وهي بناء جسور المشاة أو وضع مطبات اصطناعية تقلل من سرعة السيارات المارة بجوار المدارس وهذا كله لا يكلف سوى البسيط من المال والجهد أو على الأقل وضع لوحات إرشادية تدل على أن الطريق يعبره طلاب مدارس. في هذا التقرير أخذنا نموذجاً واحداً من عدة مدارس تعاني هذه المشكلة وهي مدرسة الشريعة الابتدائية للطلاب الواقعة بمحافظة بيش على حافة الطريق الدولي الذي يربط المملكة من جنوبها إلى شمالها حيث تكون حركة سير السيارات مستمرة الكبيرة منها والصغيرة. في البداية تحدث ل (الرياض) المرشد الطلابي بالمدرسة الأستاذ ناصر شماخي الذي أوضح ان الوضع خطير جداً، خصوصاً أننا نرى أبنائنا الطلاب تنتابهم حالات الذعر والخوف والقلق الشديد الذي سببه لهم هذا الطريق الذي كنا نعاني منه سابقاً وهو بمسار واحد والآن أصبح بمسارين، فأصبحت المعاناة أكبر حيث يقطع الطلاب الطريق مرتين عند ذهابهم للمدرسة ومرتين عند خروجهم منها بدلاً من قطعه مرتين في السابق وهذا يشكل خطراً جسيماً لأرواح الطلاب. وأضاف شماخي أن أحد الطلاب تعرض لحادث دهس وهو الطالب عيسى إبراهيم الأعجم الذي رقد بالعناية المركز بمستشفى أبو عريش وهذا كله بسبب هذا الطريق، مؤكداً أن إدارة المدرسة قامت بمخاطبة البلدية لإيجاد الحلول السريعة لعلاج هذا الوضع منذ سنتين ولم تجد حلاً إلى الآن. الطالب يزن القبي في الصف الثاني ابتدائي يقول إن الطريق الفاصل الذي يفصل بينه وبين مدرسته يخيفه جداً خصوصاً أنه تمر من خلاله سيارات صغيرة وكبيرة تهدد حياته وحياة زملائه. وأضاف زميلاه الطالب وليد البنا والطالب عيسى سعيد بان هذا الطريق يهدد حياتهم جميعاً وقد تسبب في تأخرنا عن الطابور الصباحي والكثير من الأحيان نتأخر عن الحصة الأولى وذلك لأن الطريق مزدحم بالسيارات وما للطالب سوى أحد الخيارين إما أن يغامر بروحه وإما أن ينتظر وينال جزاءه من المدرسة على تأخيره. جبريل القبي (ولي أمر طالب) قال إن الخوف والقلق مخيم على جميع أهالي الحي خوفاً على أبنائهم الطلاب وذلك بسبب الأخطار اليومية التي يتعرض لها الطلاب نتيجة اضطرارهم لعبور طريق السيارات الواقع أمام المدرسة مباشرة وهو يفصل بين منطقتين بنفس الحي. مشيراً إلى أن الخطورة تزداد عند دخول وخروج الطلاب من المدرسة أي في أوقات الذروة حيث تزداد حركة سير السيارات بهذا الطريق. واستغرب أحمد البنا (ولي أمر طالب) وجود مطبات اصطناعية أمام دوائر حكومية أخرى مثل شرطة بيش الواقعة على نفس الطريق وغيرها أما المدرسة لا نجد ذلك رغم أهميتها مطالباً الجهات المعنية بحل هذه المشكلة سريعاً وأن حياة أبنائنا غالية، ولا يوجد حل إلا بإنشاء جسر المشاة أو وضع مطبات اصطناعية ولوحات إرشادية إذا أرادوا حفظ سلامة الطلاب من المتهورين بهذا الطريق. وأكد ل (الرياض) رئيس المجلس البلدي بمحافظة بيش الشيخ أحمد عرا ر أن المجلس عمل دراسة لمعالجة موقع مدرسة الشريعة الابتدائية التي تقع على الطريق الدولي حيث يشكل خطراً ملموساً لطلاب المدرسة وشكلت لجنة من أجل ذلك بدورها عملت تقريراً يوصي بأهمية إنشاء جسر للمشاة أو مطبات اصطناعية لهذا الطريق أمام المدرسة ورفعت هذه التوصية إلى بلدية بيش التي سوف تقوم بدورها بالتنسيق مع إدارة النقل والمرور لتنفيذ هذه التوصية أو السرعة في إيجاد الحلول المناسبة لإنقاذ أبنائنا الطلاب من خطر الطريق. من جهته أوضح وكيل مدير عام النقل والطرق بمنطقة جازان المهندس جميل حوباني أن الطريق السريع الدولي أنشئ قبل بناء المدرسة وكان من المفترض من وزارة التربية والتعليم ألا تعتمد بناء المدرسة بعد ماتم إنشاء الطريق، مشيراً إلى أنه إلى الآن لم تصلهم أي شكوى من قبل المدرسة أو بلدية بيش بهذا الخصوص.