معتقل غوانتانامو في القاعدة البحرية الأميركية في كوبا الذي يتم اعداد خطة لاغلاقه بطلب من وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، اصبح رمزا لتجاوزات "الحرب على الارهاب" التي تشنها ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش. وقد مر على هذا المعتقل اكثر من 800رجل وفتى منذ فتحه في كانون الثاني (يناير) 2002وما زال حوالي 250آخرين معتقلين فيه معظمهم منذ سنوات بدون اتهام ولا محاكمة. وينتمي هؤلاء المعتقلون الى حوالي ثلاثين بلدا غالبيتهم اعتقلوا في افغانستان في خريف العام 2001وهم متهمون بالانتماء اما الى حركة طالبان او تنظيم القاعدة. وقد اخليت الاقفاص المكشوفة في المعتقل التي نشرت صورها في جميع انحاء العالم. وروى مصطفى ايت ايدير ( 38عاما) احد خمسة معتقلين من اصل جزائري افرج عنهم في تشرين الثاني (نوفمبر) من هذا المعتقل، لوكالة فرانس برس (الخميس)، قصة احتجازه التي استمرت سبعة اعوام مؤكدا ان "الشيطان نفسه لا يستطيع ابتكار" مثل هذا المعتقل. وقال "لا احد يمكنه ان يتصور كم كان الامر مروعا. حتى الشيطان ما كان ليتمكن من ابتكار مكان مريع الى هذا الحد". وحاليا، يقيم غالبية المعتقلين في سجنين حديثين بنيا على طراز السجون الأميركية المخصصة للسجناء الخطرين. ويقيم بعض المعتقلين في زنزانات منفردة مضاءة باستمرار لا يخرجون منها سوى لمدة ساعتين يوميا للاستراحة. ويرتدي اخطر المعتقلين زيا برتقالي اللون اما غالبيتهم فيرتدون زيا لونه بيج بينما خصص اللون الابيض للاكثر تعاونا. وفي المجموع، خضع ثلاثة من هؤلاء المعتقلين لاجراءات قضائية. فقد اعترف الاسترالي ديفيد هيكس امام محكمة عسكرية استثنائية بتهمة دعم الارهاب في اطار اتفاق سمح بتخفيض عقوبته الى السجن تسعة اشهر. وهو الآن حر في بلده. اما الثاني فهو سالم حمدان السائق السابق لاسامة بن لادن فقد حكم عليه بالسجن خمس سنوات ونصف السنة بعد ادانته بتقديم "دعم مادي الى الارهاب". وسينهي عقوبته في كانون الثاني (يناير) المقبل لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قالت ان هذا لا يعني انه سيتم اطلاق سراحه. واخيرا حكمت محكمة عسكرية استثنائية مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) على علي حمزة احمد البهلول الذي كان مسؤولا عن الدعاية في تنظيم القاعدة، بالسجن مدى الحياة. وكان المتهم رفض الدفاع عن نفسه اثناء المحاكمة ومنع محاميه من التحدث ايضا. واتهم حوالى عشرين معتقلا آخرين بارتكاب جرائم حرب لكن محاكمة اولهم وهو الكندي عمر خضر لن تبدأ قبل السادس والعشرين من كانون الثاني (يناير). وكان الرئيس جورج بوش نفسه اكد مرارا ان "هدفه" هو اغلاق هذا المعتقل الذي افتتح في الحادي عشر من كانون الثاني (يناير) 2002في قاعدة غوانتانامو البحرية. وفي 2007، اثارت خطة لنقل المعتقلين الى سجن عسكري في فورت ليفنورث (كنساس) معارضة من سكان المنطقة الذين قلقوا من احتمال فرار "ارهابيين خطيرين" منه. وتقع قاعدة غوانتانامو داخل جيب أميركي تبلغ مساحته 117كيلومترا مربعا في جنوب شرق جزيرة كوبا على بعد حوالي الف كلم من العاصمة الكوبية هافانا. وكانت القاعدة لا تضم سوى 500عسكري قبل اقامة معسكر الاعتقال فيها في كانون الثاني (يناير) 2002.اما اليوم فهي تضم آلاف العسكريين والموظفين. وتخلت كوبا عن غوانتانامو للولايات المتحدة في 1903كعربون شكر على المساعدة التي قدمتها لها خلال الحرب ضد الاسبان. وفي 1934تم التوقيع على اتفاقية بين البلدين تؤجر فيها كوبا القاعدة للولايات المتحدة في مقابل خمسة آلاف دولار سنويا، على الا يستطيع اي طرف بمفرده نقض الاتفاقية. ومنذ 1960ترفض كوبا تلقي بدل الايجار السنوي الذي تدفعه الولاياتالمتحدة وهي تطالب باسترداد هذا الجيب الأميركي في اراضيها. وتعيش هذه القاعدة في شبه اكتفاء ذاتي. فهي تولد الكهرباء الخاصة بها وتملك محطة لتحلية مياه البحر ويتم تزويدها بالمؤن عن طريق البحر من جاكسون فيل في ولاية فلوريدا جنوب شرق الولاياتالمتحدة.