رسمت مغادرة المهاجم البنيني رزاق مدينة الرياض أثناء إجازة العيد كثيراً من علامات الاستفهام والقلق لدى المشجع النصراوي، وزاد الأمر غموضا عدم توضيح أسباب المغادرة والى أين ذهب؟ وهل هو غادر السعودية أم ذهب إلى مكةالمكرمة فقط؟، ففي الوقت الذي أكدت الإدارة عبر بيان صحفي أن اللاعب غادر إلى مكة كان هناك تصريح للأمير فيصل بن عبدالرحمن يؤكد أن اللاعب غادر إلى جهة غير معلومة، وفجأة يحضر رزاق إلى الرياض من دون إن يتم الكشف عن ملابسات المغادرة وهل كانت الإدارة على علم أم لا؟، وقبل ذلك غادر المدافع البوليفي رونالد رالديس أروقة الهلال بحجة أنه سيخوض لقاء دوليا مع منتخب بلاده وفجأة يرفض العودة من دون ذكر الأسباب رغم المبالغ الكبيرة التي صرفت من جراء التعاقد معه. هاتان الحادثتان تتضعاننا أمام عدة تساؤلات حول التعامل الاحترافي للأندية بصورة عامة مع اللاعبين الأجانب والمدربين، خصوصاً بعدما لاحظ الجميع أن اللاعبين وكذلك المدربين الأجانب أصبحوا لا يحترمون التزام عقودهم مع أنديتنا ودائما ما يلجؤون إلى العبث بها من خلال الهروب أو اصطناع المشاكل عندما يصلون إلى بلدانهم ولو استعرضنا القائمة لاحتاج الأمر إلى مساحات كبيرة. عموماً نتمنى ألا يكون ذلك استغلالاً لضعف إدارات الأندية التي تدير الأمور بصورة ارتجالية وأحيانا توكل المهمة لمن لا يحسن الإدارة والتعامل ومعالجة القضايا بحكمة وخلفية رياضية كاملة. اما السؤال المهم فهو هل أعطت أنديتنا الانطباع الحسن لنفسها لدى اللاعب والمدرب الأجنبي عندما تتعاقد معه من حيث تطبيق نظام الاحتراف والحزم والصرامة والمام ادارتها في كل شيء أم ان تساهلها وتركها للعمل يسير بالبركة لايزالان يشكلان عقبة كبيرة أمام احترام الآخرين لها؟. في كثير من الدول المجاورة نادرا ما نسمع هروب مدرب أو اختفاء لاعب مثلما يحدث لدينا وهذا بكل تأكيد يشكل ظاهرة قد لا تكون محمودة العواقب ما لم تتخلص الأندية من عشوائيتها وإدارتها الارتجالية المستمرة كما وهذا ما يسيء لها كثيراً.إذن كيف نطالب بسرعة تطبيق الخصخصة في الأندية واعتمادها على نفسها والأجهزة الإدارية في الأندية لا تستطيع السيطرة على مجموعة لاعبين وقبل ذلك تطبيقها نظام الاحتراف لأكثر من 16سنة من دون ان تكيفه لمصلحتها فما بالك بأنظمة تشمل المال والعقود الاستثمارية وعملية الربح والخسارة والقانون والتعامل المباشر مع الشركات الكبرى التي تستطيع أن ترعى الأندية.