أتذكر ذلك اليوم عندما دخلت علي حاملاً بيديك قطعة قماش ومن مسكتك لها استشفيت أنها غالية عليك سألتك عنها فأجبتني بأنها "مريولك زي الروضة" عندما كنت صغيراً أحقاً.. لا أصدق.. كيف احتفظت به ولما؟ فعند رؤيتي لهذا المريول وتأملي له لاح في نظري وجال في فكري أمور غريبة.. حقيقة لا أعلم ما هي ولكن في نهاية الأمر اتضح لي بأنها أمنيات حملتها نفسي فرجعت ذاكرتي إلى الوراء أقصد إلى الماضي ورجعت معها أسئلة حار عقلي بها فكلما نظرت إليك اتساءل كيف كانت طفولة ذلك الإنسان الرجل بل الزوج الحنون الذي يمتلك الرجولة بمعنى الكلمة؟؟ وكيف عايشها؟؟ أحقاً.. أجميع الأطفال مروا بحياة البراءة ناسفين وراءهم هموم الأمة: هل الكل بهذا اللباس الطفولي يلعب ويمرح فقط؟؟ بل هل كنت تبكي عندما كانت والدتك تمسك بيديك لتدخلك ذلك المجتمع البريء الذي يعد أولى خطوات مشوار حياتك لماذا عزمت على بقاء هذا الزي عندك طيلة أيام حياتك؟ هل تعني تلك الأيام لك شيئاً؟ أردت التعمق أكثر في تلك المرحلة لكن عجزت عن ذلك لأني لست صاحبة الزي.. ولكن اتضحت لي مشاعرك تجاه تلك الأيام الجميلة.. ها أنت اليوم تحمل اللباس ولكن تغيرت ملامحك وحياتك فمؤكد ان مشاعرك تلونت، بل نظرتك لتلك الأيام فلم تكن نظرة شوق أو خوف أو حزن لا أعلم لكن الشيء المتأكدة منه ان نظرتك له اليوم واحدة لا نقاش فيها نظرة حنين للماضي بل.. نظرة حزن لهؤلاء البشر الذين منحهم الله أعظم هدية الا وهي نعمة الأبناء عملاً بقوله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).. فكيف بمن هم زينة حياتنا يعذبون بل ونتعامل معهم كوحوش ضارية متجاهلين مشاعر الابوة.. ومتجاهلين الاقتداء بالهدي النبوي أثناء تعاملهم مع أبنائهم. هناك سؤال يراودني لكل من تجرد من مشاعر الإنسانية كيف يعذب طفل بريء وكيف إذا كان الطفل ابنه؟؟ لا أعلم بماذا اصف هذا الفعل المشين وصاحب هذا العقل؟ أهذه الأمانة التي أمنه الله عليها؟ أم هذه التربية التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم.. أينهم عن المقولة الشهيرة. الأطفال أحباب الله أعتقد أنك كلما نظرت لذلك اللباس في مراحل حياتك قد تقول في نفسك إذا كبرت سألبسه لابني.. فكيف لهذا العقل الصغير خطرت في باله هذه الفكرة هنيئاً لك يا زوجي العزيزي تفاؤلك واصرارك قد أحسنت الظن بالله فأعطاك الله ما تمنيت أوصله الله لك بالصحة والعافية وجعله من مواليد السعادة والهناء. أنا أعلم ان الزمان واحد ولكن البشر قد تغيرت مفاهيمهم بل عاداتهم بل حتى أنفسهم البريئة قد تحولت إلى أنفس شرسة إلا ان البعض مازال ولله الحمد يكمن فيه الخير. وختاماً، يطرح السؤال نفسه هل فعلاً مرحلة الطفولة نفسها بل مشاعر الأطفال تتغير مثلنا.. أبسط مثال هل سيحتفظ ابنك أو ابنتك بمقتنياته الغالية عليه مثلك إلى ان يكبر؟ والسؤال الأهم هل ستكون طفولة ابنك نفس طفولة والده؟