"افعلها ولا تقل لأحد" هذا هو شعارنا الآن إزاء توظيف العاملات المنزليات الهاربات، ونحن مضطرون لذلك، فقد أصبح استقدام عاملة من الفلبين أو اندونيسيا ممنوعا، ومن لديه واحدة منهن تهرب منه لأنها تجد من يدفع أكثر، ويضطر هو بدوره أن يستخدم هاربة من منزل آخر، وهكذا ندور في حلقة مفرغة، ومع كل عاملة جديدة نستخدمها يزداد راتبها، حتى تخطت الرواتب حاجز الألفي ريال، على أننا حين نفعل ذلك ونخالف النظام، والكل يفعل ذلك حتى في أوروبا والولايات المتحدة، ومازلت أذكر قصة السيدة التي رشحها المستر كلينتون وزيرة للعدل حين تسلم مهام منصبه، فاتضح أنها شغلت عاملة منزلية بصورة غير شرعية فرفض الكونغرس تعيينها، على أننا حين نستخدم هذه العاملات فإننا ندخل قنابل موقوتة في بيوتنا، فنحن أولا - وهذا أهم ما في الموضوع - لا نعرف أي مرض تحمل، فنحن لا نستطيع أن نكشف عليها طبيا لأنها بدون إقامة، ثم إنها مستعدة لأن تتركك لدى أي إغراء من شخص آخر، هذا إذا لم تسرقك وتهرب إذا وجدت شيئا ثمينا في بيتك.. والخلاصة، كما قلت، اننا نستخدم قنابل موقوتة في بيوتنا، ولا تسألني عن الحل، فالحل بيد الدولة، التي نأمل أن تتفاوض مع الحكومتين الفلبينية والاندونيسية وتصل معهما إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف بما فيهم صاحب الحاجة، ولا تقل ان الحل في استخدام حبشيات أو سيريلانكيات، فقد جربنهاهن، وكانت التجربة سلبية، والمهم لا تقسرونا على أن نخالف النظام ونحن كارهون، والمضطر يركب الصعب.