يهتم أهالي مكةالمكرمة كثيرا بالعادات والتقاليد التراثية القديمة ويحرصون على استمرارها في كافة المواسم حتى ولو عن طريق الروايات والحكايات ومن تلك العادات والتقاليد مايسمى لدى أهالي مكةالمكرمة (الخليف) وهي صفة للمتخلفين عن أداء فريضة الحج او العمل الموسمي وتقديم الخدمات المختلفة لضيوف بيت الله الحرام من الرجال وينظر الى من يجلس حبيس منزله خلال الأيام المباركة بنظرة غير لائقة لما هو متعارف عليه من اجتماع رجال مكة وشبابها على التواجد في هذا الموسم بكل همة وحماس دون الجلوس في المنازل وهو الدور الموكل للنساء في الغالب ويكون للرجال المتخلفين او الخليف كما يسمون في هذه الفترة حيث يواجه هؤلاء الرجال أصناف العتاب والعقاب من قبل النساء المكيات حيث يقمن بملاحقة الرجال في منازلهم وفي الطرقات أيضا من خلال القاء الكلمات الجارحة للرجولة من جهة وبالأناشيد المعدة لهذه المناسبة من جهة أخرى والتي في الغالب يتحاشاها المتخلفون بالهرب خارج حدود مكةالمكرمة او المناطق المأهولة بالسكان تحشيا للوقع في الإحراج او الانفضاح امام نساء الحي ومشاهير الحارة. وعلى الرغم من ان هذه العادة اندثرت و تلاشت بشكل كبير في المجتمع المكي الا ان الخليف اصبح ذكرى جميلة ومتداولة في كل الأحاديث والمسامرات المكية من كبار السن خصوصاً في الكثير من اللقاءات العائلية والتجمعات خلال هذه الايام المباركة ولم يعد للأجيال الجديدة والشابة الاستمتاع بالحكايات والطرائف والقصص التي كان يعيشها أهالي مكةالمكرمة مع الخليف والتي كان منها القصص المضحكة والمحزنة في نفس الوقت.