استعدت الأسر المكية للاحتفال، اليوم، بعادة شعبية قديمة، وهي «يوم القرش» التي تصادف يوم 29 من شهر شعبان، حيث اعتادت الأسر خلال هذا اليوم التجهيز للاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك، بإعداد الولائم العائلية وارتداء أفراد الأسرة ملابس جديدة ابتهاجا بالهلال، لكن كعادة الاحتفالات الشعبية وإن كان طابعها دينيا إلا أن بعض العائلات تحول المناسبة إلى أداة للتفاخر بالولائم المميزة من دون تركيز على فضيلة التراحم والترابط الاجتماعي والتصالح بين المتخاصمين، ليدخل الإنسان الشهر الكريم بقلب سليم. ولا تقتصر عادة «يوم القرش» على المكيين، وتمتد إلى مناطق أخرى من بينها الأحساء على سبيل المثال، حيث تحرص السيدات على تنظيف منازلهن استعدادا لشهر رمضان حتى يكون في أبهى صورة أمام الضيوف، وإعداد الولائم والهدايا، وأحيانا تستأجر بعض العائلات مكانا في مزرعة للاحتفال باليوم، ويتخلل ذلك تناول القهوة وبعض الأكلات الشعبية في جو أسري متماسك. وعن يوم القرش في وجدانه وكيفية احتفال الأهل به يقول «عبدالعزيز سبحي»: إن عددا كبيرا من أهالي مكةالمكرمة رجالا و نساء وشبابا وأطفالا يحتفلون به من خلال تجهيز الولائم الكبيرة التي تتضمن الأكلات الشعبية الشهيرة بالمجتمع المكي، حيث يحرص أهل الحارة على الاجتماع في المجالس الكبيرة في مودة ومحبة، يتبادلون أطراف الأحاديث والسوالف الرمضانية، بالإضافة إلى مناقشة مختلف أمور الحياة، ويتخلل ذلك تناول التمر والقهوة التي غالبا ما يجلبها الجيران والمجتمعون أنفسهم، وبعد ذلك يعودون إلى منازلهم للراحة والاستقرار حتى وقت السحور، وبعد ذلك يذهبون إلى المسجد لقراءة القرآن الكريم، لحين وقت صلاة الفجر. أما «هتان كابلي» فيشير إلى أن يوم القرش له ذكريات جميلة لديه، وأن التكنولوجيا الحديثة ومشاغل الحياة العصرية لم تبعده عن هذه العادة «جمال هذا اليوم أنه يحيي العادات والتقاليد النبيلة ويحقق الترابط الاجتماعي.. وبعد تناول وجبة الغداء أو العشاء يتوجه أفراد الأسرة إلى المسجد الحرام للطواف بالبيت العتيق إيذانا باستقبال الشهر الكريم» .