أقدم آخر مقيم في مجموعة شقق سكنية آيلة للسقوط على فصل رأسه عن جسده بمنشار احتجاجاً على "الظلم" الذي وقع عليه عندما طولب بإخلاء الشقة. واستمعت هيئة قضائية انعقدت مؤخراً للنظر في القضية إلى أن ديفيد فايول الذي يبلغ من العمر خمسين عاماً قد استبد به اليأس أيما استبداد فدفعه إلى توصيل المنشار الكهربائي بمأخذ التيار الرئيسي ثم قام بتوصيل ساعة توقيت بالمقبس. وعقب ذلك قام بلف شريط لاصق حول مفتاح تشغيل المنشار بحيث يضمن استمراره في وضع التشغيل وربط مقبض المنشار برجل منضدة لتثبيته بحيث يظل راسخاً لا يتزحزح وذلك قبل أن يضع المنشار على رقبته منتظراً ساعة التوقيت لكي تعلن عن ساعة الصفر. وما هي إلا لحظات حتى اخترق المنشار رقبة ديفيد ومع ذلك ظل في حالة تشغيل لمدة (15) دقيقة أخرى. وقد عثر رجال الشرطة وفرقة الإسعاف الطبي على جثته مضرجة بالدماء داخل شقته في بيشوبستوك بالقرب من ساوثامبتون في هامشاير إثر بلاغ تلقوه من والده جون. وكان ديفيد آخر ساكن في منطقة تقرر إخلاؤها بعد أن تم تحديدها لإعادة التطوير حيث أصبحت جميع الشقق المحيطة بشقته خالية من السكان. واستمعت هيئة التحقيق القضائي التي انعقدت في وينكستر بهامبشاير إلى أن ديفيد الذي ظل يقيم لمدة ثماني سنوات في تلك الشقة التي تم شييدها في الستينات من القرن المنصرم كان آخر السكان في مجموعة الشقق وقد رفض (11) عرضاً لمسكن جديد. واستمعت الهيئة أيضاً إلى أنه وفي اليوم الخامس من شهر يوليو الماضي إلى أن الرقيب مارك كارتر تلقى بلاغاً هرع على إِثره إلى الشقة بعد أن اكتشف والداه أنها مغلقة من الداخل. فقد أشار الرقيب كارتر في بيان أدلى به أمام جلسة التحقيق القضائي إلى أنه اقتحم الشقة عنوة باستخدام عتلة قبل أن يشق طريقه نحو الردهة التي وجد فيها جثة ديفيد سابحة في دمائها وكان ديفيد يرتدي بنطالاً داخلياً وقميصاً بأكمام قصيرة. وأردف يقول: "كان البساط مغطى بطبقة من الدماء كما أن السقف فوق رأسي كان كذلك ملطخاً ببقع الدم.. وقد رأيت منشاراً كهربائياً مخترقاً رقبة المذكور حيث أخذت شفرة المنشار طريقها وبلغت ثلاثة أرباع المسافة نحو نهاية العنق.. أما مقبض المنشار فقد كان مربوطاً بشريط أبيض مع رجل منضدة في حين أن مقدح المنشار كان مثبتاً بشريط لاصق.. وكان السلك موصلاً مع ساعة توقيت موصلة بدورها في المقبس على الجدار".. ووصف الرقيب كارتر الحادث بقوله: "لم أر قط حادثاً بهذه البشاعة والفظاعة". أما المخبر السري الرقيب مارك هكسفورد فقد اطلع هيئة التحقيق على أن الرأس لا يزال متصلاً بالكتف الأيسر وأنه كان مستقراً على الجانب الأيسر.. وكانت هنالك بقع دم كثيرة متناثرة بكثافة على البساط الأرضي بجميع أجزائه لأن المنشار الكهربائي كانت حركته دائرية". أما جون فايول، والد ديفيد، فقد قال لهيئة التحقيق إنه لم تكن لديه أي فكرة عن أن ابنه لديه أي خطط أو نوايا بإلحاق الأذى بنفسه.. وأضاف بقوله: "لقد التقينا به قبل أسبوع من وفاته وكان تبدو عليه ملامح السرور والارتياح وكان يطلق القفشات والطرف والدعابات وبالتالي فإن موته لم يكن متوقعاً على الإطلاق". ويعتقد أن ديفيد أقدم على نحر نفسه قبل يومين من تاريخ العثور على جثته مضرجة بالدماء.. فقد استمعت هيئة التحقيق إلى أن جميع السكان في البنايات السكنية تلقوا خطابات بتاريخ الثامن عشر من شهر ابريل من قبل مجموعة الاسكان الأولى في وسسكس المحدودة مفيدة بأن البناية سيتم هدمها.. بيد أن ديفيد رفض إخلاء شقته التي تضم غرفة نوم واحدة فأقام اتحاد الإسكان بحقه دعوى قضائية.