حتى نهاية الخليج الذي جمع النصر والأهلي ومباراة القمة بين الاتحاد والهلال لم نشاهد اي جديد على النواحي الخططية واللمسات الفنية التي تبرهن عن افكار المدربين ومدى مقدراتهم على استغلال الفرص وقلب موازين ولم تتعد كل التعليمات الفنية وطرق اللعب التي اعتمدها اغلب المدربين منذ بداية الدوري وحتى آخر اللقاءات عن التكتلات الدفاعية وملء الفراغات الخلفية بأكبر عدد ممكن من اللاعبين وانتظار اخطاء الفريق المنافس، لاشك ان هذه الطريقة تعتبر واحدة من ضمن الطرق الجيدة لتأمين المرمى وخطف الفوز خصوصاً اذا كان الفريق يملك السرعة الكافية لشن الهجمات المرتدة وهناك احداث او نتيجة مسبقة تحتم عليك اختيار هذا الأسلوب وهذا ما حصل في النهائي الخليجي بين النصر والأهلي ولا اعتقد ان الخوف والتحفظ الدفاعي الذي سيطر على مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة يحمل نفس المبررات التي حددت ملامح النهائي الخليجي والحقيقة الفنية الثابتة ان الطرق الدفاعية ليست كلها سهلة التطبيق وقد يشتق منها عدة اساليب هجومية ممتعة وذكية تفصح عن مدى الفوارق الذهنية بين المدربين وعن مدى امكانية كل واحد منهم والواضح من خلال كل المباريات السابقة للدوري ان اغلب الأندية انتهجت الأسلوب الأسهل للدفاع. @@ من أكثر المفاهيم الفنية الخاطئة لدى البعض من الجماهير الرياضية والمتابعة لكرة القدم ان المهام الأساسية للاعب الوسط المتأخر ومتوسطي قلبي الدفاع هي التواجد الدائم في المناطق الخلفية وأي تقدم او مشاركة في ملعب الفريق المنافس يعتبر من الهفوات التي قد تكلف الكثير وتتسبب في ارتباك جميع الخطوط ولاشك ان للتعليمات الفنية الصارمة من قبل بعض المدربين لأصحاب هذه الخانات بعدم التقدم والمساندة الهجومية ساهم بشكل مباشر بترسيخ هذا المفهوم غير الصحيح اذ من الممكن ان يكون لهذه الخانات الدور الرئيسي بصنع الألعاب ورسم الهجمات والمساندة الدائمة لخط الهجوم وقد يكون المدافع (إيدر) في خط الدفاع النصراوي أميز لاعبي الدوري في هذه الناحية وكلنا يعرف ان أكثر الأندية قوة وأفضلها مستويات فنية هي الأندية التي تلعب بشكل شامل فالكل يدافع والكل يهاجم ولا يوجد ثغرات ولا يوجد هفوات ولا يمكن ان تستمر كل الأساليب وكل الطرق على وتيرة ونهج واحد في كل الحالات وفي جميع اللقاءات.