تلقى القنوات الشعبية رواجاً كبيراً لدى مجتمعاتنا الخليجية، فثقافة الشعر النبطي تحتل منزلة عالية لدى كبار السن وبعض الشباب، وبغض النظر عن نقاشات الأدباء والشعراء بالفصيح حول مكانة وأهمية الشعر النبطي وهل يلغي الشعر الفصيح ويؤثر عليه، وهل تقدم هذه القنوات مستوى رفيعاً لمحبي الشعر أم لا.. وهل تخدم (قنوات الشعر) بوضعها الحالي التراث الثقافي للبلاد أم تسهم في تدميره؟. ثمة فارق كبير بين المفاخرة بالقبيلة وازدراء القبائل الأخرى وذكر مثالبها وعيوبها او حتى تذكيرها بوقائع وحروب قديمة أكل عليها الدهر وشرب، فارق (مؤثر) فعلاً في أن تساهم هذه القنوات (بحفظ) الشعر والترنم بالجميل من الشعر الشعبي وبين أن (تثير) النعرات القبلية التي هي من عمل الجاهلية، مؤخراً قامت قناة الساحة ببث قصيدة هجاء لإحدى أكبر القبائل في السعودية بلسان شاعر من قبيلة أخرى ورغم اعتذار القناة المذكورة ومحاسبة المتسببين بهذا الحدث فإن آثار التصرف مازالت سارية بين أبناء القبيلتين حتى الآن في فتنة غير مسؤولة امتدت آثارها الى المنتديات الالكترونية. ماالهدف الذي تنشده قنوات الشعر الشعبي؟ ابتداءً من برنامج "شاعر المليون" وانتهاء ببرامج المحاورة والقلطات، يلحّ عليّ هذا السؤال كلما قلبت قنوات الشعر ووجدتها بلا هدف واضح سواء بالبرامج او عبر شريط الرسائل، القنوات المملوكة بأموال سعودية ألا تضع نصب عينيها مصلحة البلاد (الوطن) الذي ننتمي إليه جميعاً رغم تنوع واختلاف القبائل، ألا يوجد في الجيل الشاب من يسعى لأن تكون قنوات الشعر قنوات (إحياء وحفظ للتراث) و(ترشيد) لمفهوم حب القبيلة والانتماء لها.