لم يكن قائد الأهلي صاحب العبدالله يعلم وهو يترك قرية (المطيرفي) قبل 12عاما منتقلا إلى مدينة سيهات أن القدر يخبئ له لأن يصبح في يوم من الأيام قائدا لواحد من أعرق الأندية السعودية ألا وهو النادي الأهلي. غادر صاحب العبدالله المطيرفي تلك القرية الصغيرة القابعة في الطرف الشمالي لمحافظة الأحساء قابضا على يد زوج أخته حجي الحسن الذي كان لاعبا في نادي الخليج، وكل هاجسه أن يداعب الكرة في ناد رسمي بعد أن ظل يتنقل بين ملاعب الحواري هناك، وما أن وضع ابن المطيرفي الصغير أقدامه في الخليج حتى لفت الانتباه إليه بتكوينه الجسماني القوي ومهارته الفنية العالية، ليقتحم تشكيلة الفريق الأول الأساسية وهو لازال يلعب في فريق درجة الشباب، ليسجل نفسه في المواسم الأولى كأحد أفضل اللاعبين في الفريق بيد أن شغفه بالعلم ورغبته في تكوين مستقبل وظيفي جعله يواصل دراسته الجامعية في كلية المعلمين ليتخرج فيها معلما للتربية البدنية، ليصدم بتعيينه في محافظة الليث جنوب غربي السعودية ليكون ذلك جرسا بنهاية مشواره الكروي مبكرا، غير أن إصراره جعله يلتحق بأحد الأندية هناك قبل أن يعود للخليج بعد عامين ليقوده للصعود للممتاز لأول مرة في تاريخه عام 2003، ليفجر موهبته بين الكبار ما جعل الأهلي يطلب وده معارا أول مرة، قبل أن ينتقل إليه نهائيا، ليكون ناديه الجديد بوابته الكبرى للمنتخب الوطني حينما استدعاه مدرب المنتخب آنذاك الأرجنتيني كالديرون لتمثيل المنتخب في تصفيات كأس العالم في ألمانيا. وعاد صاحب في الموسم الماضي ليجد نفسه على المحك بين أن يواصل عمله كمعلم في المنطقة الشرقية أو أن يتفرغ كمحترف مع الأهلي بعد أن ظل يلعب له معارا من وظيفته الرسمية ليتخذ القرار الصعب بتطليق التعليم والتفرغ للكرة. وابتسم الحظ لصاحب هذا الموسم حينما منحه شارة قيادة الفريق بعد رحيل حسين عبد الغني للاحتراف في سويسرا، ليقود فريقه لمنصة التتويج بالكأس الخليجية بعد غياب خمسة أعوام عن البطولات.