محلات تنتشر على طريق أبها - الشقيق لبيع الفحم والحطب، لا تغلق نهارا ولا ليلا، بيع مستمر وزبائن كثر، والمثير للاستغراب أن البضاعة المعروضة لم تبع، والزبائن يخرجون بأيدي خاوية إلا أن ما تحويه جيوبهم هو مكمن السر. خدمات التوصيل إلى السيارة وعمالة وافدة ومتخلفة تثير اشمئزاز الأنفس ورائحة كريهة بالقرب من هذه المحلات كلها، تجعل الملاحظ لهذه المحلات التي تزداد يوما بعد يوم في غاية الشك والحيرة. "الرياض" حاولت الوصول إلى تلك الأماكن التي تدخلك الرهبة ما إن تدخلها أو حتى تقترب منها وكشفت سر هذه المحلات وما يدور خلف كواليسها المعتمة. وصلنا إلى الموقع الأول ورأينا عيانا بيانا وافدا من العمالة البنغالية يقوم بتسليم كيس مغلف إلى احد زبائنه وبعد مغادرة الزبون سألنا الوافد عن المحتوى فأجاب وبكل ثقة "أغراض خاصة حقي كفيل" وسألناه عن نشاطه فأصر على عدم الإفصاح عن أي شي بل وقال "إذا ما يبغى شي يالله امشي أنا شغل زيادة " غادرنا الموقع إلى موقع آخر بدا لنا أنه على خلاف مع الموزع الرئيسي حيث أشار سريعا إلى المحل الرئيسي للتوزيع عند سؤاله عن وجود شمة أو تنباك لديه فانطلقنا سريعا إلى المحل المشار إليه وعند الوصول خرج شاب يبدو من كلامه أنه مجهول الهوية حيث كانت لهجته غريبة نوعا ما ومثلنا دور الزبون المشتري وبعد طلب الشمة والتنباك منه ولم يكن بعلمي أن هناك أحجاما وأشكالا منها فدخل إلى غرفة داخلية واحضر كيسا ورقيا يحوي كيسين داخليين بهما شمة وتنباك وكان سعرها 10ريالات وبعد أن رأى عدسة الكاميرا تلتقط الصور خارت قواه واعترف بأنه مجرد بائع يعمل لدى صاحب المحل وهو الذي يجلب لهم البضاعة لبيعها دون علمهم بالمصدر لها من خارج المحافظة بعد ذلك طلبت منه الدخول إلى الغرفة الداخلية حيث عارض مبدئيا إلا انه أذعن مؤخرا للواقع كونه الفرصة الوحيدة للخروج من مأزقه وعند دخول الغرفة الداخلية تبين وجود مخالفين ومجهولين نائمين في الغرفة وبدا في أحد أركانها كوم من الأكياس والكراتين وبعد دقائق ظهر أن احد المتواجدين اتصل بصاحب المحل حيث وصل إلينا شخص غريب الشكل وبدا متضجرا من وجودنا. حول هذا الموضوع تحدث إلينا علي بن محمد آل عازب احد منسوبي قطاع مكافحة المخدرات وقال ان الشمة والتنباك من المواد الخطرة التي بدأت تتفشى في المجتمع السعودي في اغلب المدن وخاصة في مدينة جدة ومكة المكرمة ومنطقة عسير وهي بداية الطريق إلى غيرها من المواد المخدرة. وأضاف إن مادة الشمة المصنوعة من التبغ وتتشكل من النكوتين وهذه المادة تحتوي على نسبة 5% جرام وهي المادة الفاعلة في الشمة المهيجة للغشاء المخاطي الفموي وتوجد مادة عالية القلوية في مسحوق كربونات الصودا المائية الذي تحتويه الشمة وهذا المسحوق يساعد على امتصاصها بواسطة الأغشية المخاطية بسرعة عالية وتوجد المادة القلوية على شكل بلورات ملحية وتعتبر الآلية التي ينشأ عنها السرطان وتكون نتيجة احتكاك هذه البلورات الملحية أثناء عملية المضغ واستخدام الشمة واستقلابها، حيث تؤدي إلى تهيج كيميائي للغشاء المخاطي وهذا يؤدي إلى وجود بقع بيضاء في مكان استعمال الشمة وتعرف بالطلاوة وهي مرحلة قبيل سرطانية وعند استمرار عملية التخريش على المدى الطويل يؤدي إلى تحويلها إلى سرطان الفم، وبسؤال الدكتور عبد الله بن سعيد البشري استشاري الجراحة العامة بمدينة الملك فهد الطبية أوضح أن استعمال هذه المواد شبه المخدرة في الفم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة في النبض والتسارع في ضربات القلب والدوار وجفاف السائل الموجود بين المفاصل، وينتج عنها الكثير من الأورام وعلى هذا فإن معالجة هذه الأورام غالباً ما يتم عن طريق الاستئصال الجراحي للورم الذي يتبع بالمعالجة الإشعاعية والكيميائية ولكن في بعض الأحيان لا يكون هذا ممكناً، وذلك إما نتيجة لانتشار الورم انتشاراً كبيرا يصعب معه الاستئصال الكامل، وإما نتيجة لتقدم عمر المريض أو لسوء الحالة العامة للمريض،ففي هذه الحالة تتم المعالجة عن طريق العلاج الكيميائي والإشعاعي فقط. والشيء الأكيد هو ميل هذه الأورام للنكس والعودة من جديد، لذا كان الأجدر بنا توجيه دعوة من خلال هذا المنبر الإعلامي للتوقف كلياً عن تعاطي مثل هذه المواد ولاستئصال هذه العادة المدمرة والقاتلة من مجتمعنا.