حذر الأطباء من أن أعين الأطفال قد تتعرض للضرر الشديد عن طريق كبسولات مساحيق الغسيل. وتشير سجلات المستشفيات إلى أن الأطفال الذين يتميزن بحب الاستطلاع الشديد قد تتعرض عيونهم لإصابة شديدة إن تمكنوا من ثقب الأكياس الملونة مما تسبب بإطلاق عامل التنظيف داخلها”. وقال أطباء عيون من مستشفى ويسترن أي للعيون في لندن في رسالة لهم إلى المجلة الطبية البريطانية أن المواد التي تسبب التآكل في كبسولات التنظيف يمكن أن تسبب حروقاً شديدة إن وصلت إلى أعين الصغار. وقال الأطباء إن الكبسولات تشكل 40% من أسباب حروق العيون التي تنتج عن أسباب كيميائية التي عالجوها لدى الأطفال الرضع. وعند مراجعة أطباء لوحدة السموم في مستشفى “غاي” و”سانت توماس” الموجودان في لندن، تبين لهم أن تلك الوحدتين تلقتا 192 استفساراً في 2007/2008 و225 استفساراً في 226/2007 تتعلق بتلك الكبسولات. وارتبط خمس تلك الاستفسارات بأطفال وصلت مساحيق الغسيل إلى أعينهم. وفي الحقيقة قد كان من بين الأطفال الثلاثة عشر الذين عالجهم الأطباء نتيجة لوصول مساحيق الغسيل إلى عيونهم 12 طفلاً لديهم حروق كيماوية في القرنية، وهي الغشاء الرقيق الذي يغطي بؤبؤ العين والقزحية. وبالنسبة لأولئك الأطفال، استغرق الوقت اللازم لالتئام القرنية ثلاثة أيام. طفل واحد فقط كانت عينيه قد غسلتا بالماء عن وصوله إلى المستشفى. وكان الطفل قد عاني من حروق في القرنية في كلتا عينيه، مما استغرق غشاء القرنية سبعة أيام لكي يشفى. وتتضمن كبسولات المنظفات على محاليل قلوية مركزة مثل مساحيق الغسيل التي يمكن أن ينتج عنها إصابات كيميائية شديدة للعين. ويقال بأن الحروق الناتجة عن مواد قلوية هي أشد أنواع الحروق الكيماوية على العينين، والتي تتسبب بتلف قد يكون دائماً، وله آثار وتبعات بعيدة المدى طول حياة المصاب. ونحن نعلم سلفاً بأن استنشاق أبخرة المنظفات التي تحتوي على تركيزات عالية من الكلور يمكن أن يؤدي إلى تهيج الرئتين. ويشكل ذلك خطراً بالنسبة للأشخاص الذين لديهم أمراض قلب أو مشاكل تنفس مزمنة مثل الربو أو انتفاخ الرئة. غير أنه ومع آثار الكلور المسببة للتآكل، فإنه قد يسبب أيضاً تلفاً دائماً للعينين وللأغشية أخرى. وينصح الأطباء بعدم استخدام مساحيق الغسيل التي تحتوي على الكلور والاعتماد على سوائل الغسيل فهي الحل الأمثل لتفادي مخاطر الكلور. ولم يعد سراً أن الكلور هو المسبب الأول لسرطان الثدي، وأنه قد يصبح عاملاً مسبباً للوفاة. ولو أمعنا النظر قليلاً لوجدنا أن العلماء لا يتعاملون مع الكلور دون استخدام قفازات واقية، وأقنعة للوجه وأجهزة للتهوية، ومع ذلك فالكلور هو المادة الأكثر استخداماً في صنع مساحيق الغسيل التي تستخدم بشكل يومي. إذ تزداد الآثار الضارة للكلور حين تسخن أبخرته، مثلما يحدث عند الاستحمام أو في حالة ماء الشرب أو أحواض السباحة أو الجاكوزي أو الجلوس في الماء الساخن.