مع نهاية "البرايم الأخير" لتتويج الفائز أو الفائزة ببرنامج ستار أكاديمي في كل عام يعتقد ويتمنى الكثيرمن المشاهدين العرب على انتهاء سلسلة مثل هذه البرامج المكررة التي فقدت الكثير من وهجها الأول. ولكن ما أن ينتهي البرنامج ويعود المشاركين إلى ديارهم يتفاجأ الجميع بإلاعلان عن بدء استقبال المشاركين للعام القادم حيث تنوي القناة اطلاق الجزء السادس من ستاراكاديمي وبدأت الآن في استقبال طلبات الالتحاق والمشاركة من الشباب العربي. LBC تعلم أن برامجها كستار اكاديمي أصبحت وجبة إعلامية "مستهلكة رغم عالميته" لتقدمه للمشاهدين العرب ولن تحقق لها المزيد من الشهرة أو المتابعة والمنافسة في زحام القنوات الفضائية وأصبح دورها كممثل "الأراجوز" توجه المشاركين ببرامجها كخيوط الدمى المتحركة فأحد المشاركين يطبع قبلة خطافية على زميلته المشاركة ويحظنها وتقوم المشاركة ببعض الإيماءات والحركات الغير أخلاقية بلباسها الفاتن لجذب فئة المراهقين والذين تناقلوا المقاطع المرئية والصور عبر الإنترنت بعنوان موحد (فضائح ستار أكاديمي) وإعجابهم بالمشاركين والسباق في التصويت ورسائل ال SMS والذي يعتبر أحد أهم أهداف القناة التسويقية لزيادة مداخيلها المالية بالإضافة إلى الإعلانات التجارية وسط تجاهل ولا مبالاة تجاه التجاوزات، والمضحك أن تجد في طلب التقديم للبرنامج سؤال حول مدى نجاحك في ايجاد شريك أو شريكة لحياتك خلال 3أشهر ليؤكد تحول هدف البرنامج إلى مكان للعلاقات العاطفية والبحث عن الحب الكبير والمفقود. جميع تلك المعطيات تؤكد حال الإفلاس التي يعيشها الإعلام العربي في طرح البرامج الجذابة والهادفة حتى وإن كانت ترفيهية والإصرار على تكرار نسخ برامج الواقع الغربية غير الهادفة والتي لم تحقق نجاحاً في مجتمعاتها الأصلية، فالصين أصدرت قانوناً العام الماضي بتنظيم (برامج الواقع والبحث عن المواهب) في عدم بثها على الهواء مباشرة والتي وصفتها بشديدة البذاءة والتحكم في مدة عرضها وتحديد محتواها سعياً لتحقيق برامج نظيفة على حد تعبيرهم. وقائمة برامج الواقع التي لم تنجح ولا زالت مستمرة وتزخر على شاشات التلفزيون كسوبر ستار في نسخته الخامسة وهزي يانواعم في نسخته الثانية وmission fashion بنسخته الثالثة والمهتم بعالم الموضة والطريف في الأمر أن عالم الأزياء فن قائم بذاته والطرب في جانب آخر ومع ذلك تصر إدارة البرنامج الأخير على استضافة المشاهير كنانسي عجرم وهيفاء وهبي للغناء على مسرحها في البرايم الأسبوعي لجذب أكبر عدد من المشاهدين. القنوات الفضائية مطالبة بالبحث عن بدائل إعلامية غير مستنسخة تخدم وتلبي رغبات مشاهديها الذين أصبحت لديهم درجة وعي وثقافة في فنون الإعلام في زمن أصبح المشاهد صانع للمادة الإعلامية "غير متلقي" بعد تعدد الخيارات له ومن أبرزها مواقع وبرامج الإنترنت، مع علمي بأن نسبة كبيرة من المشاهدين عزفوا عن مشاهدة (ستار أكاديمي) وغيرها من برامج الواقع ولم يعد لهم أي اهتمام بالمشاركين ومتابعة آخر أخبارهم أو من فاز بستار اكاديمي الأخير، بل ومن الممكن أن تستخف وتسخر من شخص تابع البرنامج في نسخته الأخيرة متابعة دقيقة ويومية على الهواء مباشرة ليل نهار..؟! ولكن يبقى السؤال الموجه لمديري القنوات.. هل تعتقدون أن برامج الواقع عامة وستار اكاديمي و"الهز" بالتحديد مهمة للمشاهد العربي الآن في ظل الأزمات المالية والسياسية والاجتماعية التي يعيشها؟