ليلة عيد الضحى ليلة مميزة، ولا سيما في الأرياف وفي المناطق الشعبية من المدن، حيث تجاوزت المسألة مجرد كونها واجباً وفرضاً يفرح بأدائه المسلمون إلى أن تكون سلوكا اجتماعيا لا يقل أهمية واهتماما عن احتفالات العيد. دخلت هذه الليلة في وجدان الناس مثلما دخلتها الملابس الجديدة ليوم العيد و"إقامة الأراجيح" للصغار، ففي تلك الليلة لا ينام الأطفال (بانتظار ذبح الضحية) ولا تنام الأضاحي أيضا، يطاردها الأطفال ويلهون بها ويطاردونها من ركن في البيت إلى آخر كي تصدر أصوات الاستجارة (الثغاء) طوال الليل ولا بد أن يسمعها كل الجيران، فيكاد يكون الأمر "عيبا كبيرا" ألا تنطلق الأصوات من بيت من البيوت. بسبب الارتفاع البالغ لأسعار اللحوم ومحدودية الدخل لدى الأسر الفقيرة توقف الناس عن شراء الأضاحي ولكن الظاهرة لم تتوقف، فقد ابتكرت "عزبة النصر" بمنطقة البساتين جنوبالقاهرة حيلة لعلاج المشكلة، تمثلت في "تأجير الخروف" لمدة ليلة مقابل مبلغ 8جنيهات لمن يرغب في إسعاد أسرته بأقل التكاليف، وفي اليوم التالي يعود "الخروف" سعيد الحظ إلى صاحبه حيث تنتظره وجبة مميزة من "العلف" بدلا من الذبح والسلخ.