عقد المعيدون والمحاضرون في كلية المعلمين في عرعر أحلاما كبيرة بعد قيام جامعة الحدود الشمالية وانضمامهم تحت لوائها، ظناً منهم أنها ستحقق كل أحلامهم وتهيئ لهم الأجواء العلمية التي يمنون بها أنفسهم مقارنة بزملائهم في الجامعات الأخرى، ولم يفق هؤلاء المعيدون والمحاضرون من أحلامهم إلا بعد أن صدموا بالواقع الذي آلمهم حيث تعثرت ترقياتهم وطلبات ابتعاثهم، وكذلك ضاعت أو تعطلت معاملات بعض المبتعثين الذين يطالبون ببدل من البدلات التي يستحقونها، وفي أحسن الأحوال فإن كثيرا من هذه المعاملات تبقى منسية عدة أشهر دون سبب مقنع، ثم تعاد ومعها ملاحظات كثيرة في وقت حرج بالنسبة للمبتعث الذي وضع بين المطرقة والسندان، وليست هذه الفاجعة - وحدها- بل كان الكيل بمكيالين هو أكثر ما ضاعف الشعور بالمعاناة، حيث إن عددا من حملة الماجستير عينوا على وظائف معيدين بحجة عدم وجود وظائف محاضرين، ثم تفاجؤوا بزملاء آخرين يحملون نفس المؤهلات جاؤوا بعدهم ثم عينوا على وظائف محاضرين، الأمر الذي أثار الاستغراب خاصة بعد أن حصل آخرون على درجة الماجستير - بعد ذلك- وتفاجؤوا بتكرار نفس السيناريو عندما طلبوا الترقية، حيث صدموا بغياب وظائف المحاضرين مرة أخرى، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن عددا من المحاضرين سمح لهم بالابتعاث إلى جامعاتنا بالداخل، وآخرون إلى جامعات عربية ثم فؤجئ آخرون بأن ذلك محرم عليهم، وظلت قضية ابتعاثهم معلقة!! المعيدون والمحاضرون الذين عانوا من الكيل بمكيالين في الترقية والابتعاث، وكذلك من تأخرت معاملاتهم في البدلات وغيرها - نسيانا أو في ظلال البيروقراطية - قابل بعضهم وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور مبارك بن واصل الحازمي الذي يدير منصباً آخر وهو عميد كلية المجتمع في رفحاء، ولكنهم لم يخرجوا بنتيجة مجدية. الأمر الذي زاد من تفاقم المشكلة، وجعل القلق يحاصر معيدي ومحاضري الجامعة الذين يخشون فوات فرص مهمة عليهم. من جانب آخر قام بعض المحاضرين برفع شكوى لوزير التعليم العالي يناشدونه بحل مشكلاتهم بعد أن شعروا باستعصاء هذه الحلول من قبل الجامعة التي يديرها بالنيابة الدكتور أسامة صادق طيب مدير جامعة الملك عبدالعزيز.